تقلبات مارس.. طقس متقلب وأمراض موسمية تهاجم الصحة
من الشتاء إلى الصيف.. الأمراض التنفسية تحاصر الليبيين

في هذا التوقيت من العام، ومع حلول العشرين من مارس، يجد الليبيون أنفسهم في مواجهة تقلبات جوية حادة تُغير الطقس بين لحظة وأخرى، متنقلة بين برودة شتوية وأجواء صيفية حارقة. هذه الاضطرابات الجوية لا تأتي منفردة، بل ترافقها أمراض موسمية تُثقل كاهل المواطنين، خاصة الأطفال وكبار السن، الذين يجدون أنفسهم ضحايا موجات البرد المفاجئة وحساسية الغبار والرطوبة المرتفعة.
تقلبات الطقس.. بيئة خصبة للفيروسات
لا يخفى على أحد أن التغيرات الجوية المفاجئة توفر بيئة مثالية لانتشار الفيروسات، حيث يشهد الجهاز المناعي تراجعًا في قدرته على المقاومة عند تعرض الجسم لدرجات حرارة متباينة خلال فترات قصيرة. وتؤكد التقارير الطبية أن معدلات الإصابة بالإنفلونزا والتهابات الجهاز التنفسي تزداد في مثل هذه الظروف، إذ يتسبب الانتقال السريع من الجو البارد إلى الدافئ في تحفيز نشاط الفيروسات والبكتيريا.
التهاب الحلق والإنفلونزا.. ضريبة الربيع المتقلب
مع دخول فصل الربيع، تتصاعد حالات التهاب الحلق، السعال، وسيلان الأنف نتيجة استنشاق الهواء المليء بحبوب اللقاح والغبار المتطاير. ويؤكد الأطباء أن هذه الفترة تشهد تزايدًا في أعداد المرضى الذين يعانون من حساسية الأنف والتهابات الشعب الهوائية، حيث يتسبب الهواء المحمل بالملوثات في تهيج الجهاز التنفسي، مما يؤدي إلى تفاقم حالات الربو وضيق التنفس.
ضعف المناعة والبرد المفاجئ.. تحديات صحية خطيرة
الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للتأثر بهذه التقلبات، نظرًا لضعف جهازهم المناعي مقارنة بغيرهم. فالأطفال، الذين ما زالت أجسادهم تتكيف مع تغيرات المناخ، يجدون أنفسهم عُرضة لنزلات البرد المتكررة، فيما يعاني كبار السن من التهابات مزمنة تزداد سوءًا مع كل موجة برد مفاجئة. ويؤدي عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة، مثل ارتداء الملابس المناسبة أو تعزيز المناعة بالغذاء الصحي، إلى زيادة معدلات الإصابة.
من الغبار إلى الرطوبة.. كيف نحمي أنفسنا من الأمراض؟
الوقاية من الأمراض الموسمية تبدأ بالتعامل الصحيح مع تقلبات الطقس، وأهم النصائح التي يقدمها الأطباء في هذا الشأن تشمل:
- ارتداء ملابس متعددة الطبقات لمواكبة تغير درجات الحرارة خلال اليوم.
- تقوية المناعة من خلال تناول الفواكه والخضروات الغنية بالفيتامينات.
- تجنب الأماكن المغلقة والمزدحمة قدر الإمكان، خاصة لمن يعانون من ضعف المناعة.
- شرب كميات كافية من السوائل الدافئة للحفاظ على ترطيب الجسم.
- الالتزام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين باستمرار لمنع انتقال العدوى.