اقتصاد

استقرار أسعار النفط مع ترقب نتائج محادثات وقف إطلاق النار

أوبك+ تعلن خفض إنتاج إضافي والعقوبات الأمريكية تضغط على إيران

استقرار أسعار النفط وسط تطورات جيوسياسية واقتصادية متشابكة

استقرت أسعار النفط العالمية خلال تعاملات اليوم الاثنين، في ظل مراقبة المستثمرين لتأثير المحادثات الجارية لوقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، إلى جانب الإعلان عن خطط جديدة لتحالف “أوبك+” لخفض الإنتاج، وعقوبات أمريكية مشددة على إيران.

انخفاض طفيف في الأسعار
سجلت العقود الآجلة لخام برنت انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0.1% (8 سنتات) ليستقر عند 72.08 دولار للبرميل، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة مماثلة إلى 68.23 دولار للبرميل. ويأتي هذا التراجع بعد مكاسب أسبوعية متتالية مدعومة بعوامل تضييق المعروض النفطي.

محادثات السلام والتداعيات المحتملة
في سياق متصل، يجري وفد أمريكي مباحثات مع مسؤولين روس في السعودية اليوم، بعد اجتماعه مع دبلوماسيين أوكرانيين أمس، في محاولة لإحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب. وتثير هذه المحادثات تساؤلات حول إمكانية عودة الصادرات النفطية الروسية بكامل طاقتها إلى الأسواق العالمية، مما قد يزيد المعروض ويؤثر على الأسعار.

إجراءات “أوبك+” لموازنة السوق
من ناحية أخرى، أعلن تحالف “أوبك+” يوم الخميس الماضي خطة زمنية جديدة لخفض إنتاج إضافي من سبعة أعضاء، تتراوح بين 189 ألف و435 ألف برميل يوميًا، وذلك لتعويض تجاوزات الإنتاج السابقة. وستستمر هذه التخفيضات حتى يونيو 2026، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على استقرار الأسواق.

العقوبات الأمريكية وتأثيرها على إيران
يراقب السوق أيضًا تأثير العقوبات الأمريكية الأخيرة على إيران، والتي تستهدف تقييد صادراتها النفطية، خاصة إلى الصين. ومن المتوقع أن تشهد الشحنات الإيرانية تراجعًا قصير المدى بسبب ارتفاع تكاليف النقل، لكن محللين يتوقعون أن تظهر حلول بديلة للحفاظ على تدفق جزء من الصادرات.

خلفية العقوبات
تمثل هذه الحزمة الرابعة من العقوبات الأمريكية على إيران منذ فبراير الماضي، عندما أعاد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب تفعيل سياسة “الضغوط القصوى” ضد طهران، مع التهديد بخفض صادراتها النفطية إلى الصفر.

توقعات السوق
يظل اتجاه الأسعار مرهونًا بتطورات متعددة، أبرزها:

  1. نتائج المحادثات الروسية-الأمريكية.
  2. التزام أعضاء “أوبك+” بخطط الخفض.
  3. قدرة إيران على تجاوز العقوبات.
  4. الطلب العالمي في ظل تباطؤ النمو الاقتصادي.

في الختام، يواصل النفط تأثره بالعوامل الجيوسياسية والاقتصادية المعقدة، مما يجعل توقعاته خاضعة لتقلبات قد تعيد رسم خريطة الأسواق في الأشهر المقبلة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى