مرضى السرطان في ليبيا يعانون من الأدوية المغشوشة وسط حالة من الفوضى الصحية
بسبب ضعف الرقابة الحكومية وتأخر تدخلها للحد من الأزمة

متابعات – ليبيا 24:
يواجه مرضى السرطان في ليبيا تحديات خطيرة تتعلق بتناول أدوية مغشوشة، في ظل الانتشار الواسع لهذه المنتجات في الأسواق المحلية، بسبب ضعف الرقابة الحكومية وتأخر تدخلها للحد من الأزمة مما يهدد حياتهم بشكل كبير.
وأصدرت وزارة الصحة في حكومة الوحدة تعميماً يحذر من تداول دواء مزوّر يحمل اسم “لونسورف”، والذي اتضح أنه لا يحتوي على المادة الفعالة المخصصة لعلاج المرضى، مما يجعله عديم القيمة العلاجية فضلاً عن مخاطره الصحية.
ودعت الوزارة جهاز الإمداد الطبي ومركز الرقابة على الأغذية والأدوية ومديري المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة إلى منع تداول هذا الدواء وسحبه فوراً من الأسواق، كما طالبت بالإبلاغ عن أي حالات تورط في تسويقه.
وأكدت أن المنتج الأصلي يُوزع بواسطة الممثل المحلي المعتمد فقط، مشددة على أهمية تعزيز آليات مراقبة الأدوية بعد طرحها في الأسواق لضمان سلامة المرضى.
الأزمة المتعلقة بالأدوية المغشوشة ليست جديدة، فقد أطلق المعهد القومي لعلاج الأورام في مصراتة تحذيرات منذ سبتمبر 2023 حول أدوية وصفها بـ”المغشوشة” و”مجهولة المصدر”، والتي تم استيرادها من دول مثل الهند وقبرص وتركيا ومالطا دون ضمانات كافية لجودتها.
وأشار المعهد إلى أن هذه الأدوية تسببت في مضاعفات صحية خطيرة كالحساسية الحادة وتفاقم المرض، ما دفعه إلى رفض استخدامها ومطالبة السلطات بمحاسبة المسؤولين المتورطين في استيرادها.
وزارة الصحة من جهتها نفت علاقتها باستيراد تلك الأدوية وأعلنت تشكيل لجنة للتحقيق في القضية وحصر الأدوية المشكوك بها. هذا التحرك يأتي بعد موجة غضب بين المرضى وأسرهم الذين باتوا يشعرون بتقصير السلطات في حمايتهم.
وفي السنوات الأخيرة، بدأ المركز الوطني لمكافحة الأمراض بتوثيق عدد المصابين بالأورام حيث أشار إلى وجود أكثر من 23 ألف حالة مسجلة بحلول مطلع العام الجاري إلا أن رئيس المركز أكد أن الأرقام الحقيقية قد تكون أكبر بسبب تفشي الأمراض وسفر العديد من المرضى إلى الخارج بحثاً عن العلاج نتيجة نقص الإمكانيات المحلية.
الطبيب المتخصص في أمراض السرطان، رجب السهولي، عبّر عن قلقه إزاء استمرار وجود الأدوية المغشوشة في الأسواق، مؤكدًا خطورتها على مرضى يعانون من أمراض حساسة.
ورغم ترحيبه بتحذير الوزارة الأخير، أشار إلى أن الإجراءات جاءت متأخرة ودعا لتعزيز الرقابة على السوق وتكثيف التوعية بين المرضى وأسرهم لتفادي شراء الأدوية المزورة.
مع انتشار المرض خاصة في المناطق الشرقية من البلاد، أكدت حكومة مجلس النواب في بنغازي صحة التقارير عن تزايد حالات السرطان وصرّحت بأنها شكلت لجان علمية لدراسة الأسباب، إلا أن نتائج هذا العمل لا تزال غائبة مع مرور قرابة عام.
وكان مكتب النائب العام الليبي قد كشف عن فساد مالي يتعلق بإدراج أسماء غير مصابة بالسرطان ضمن قوائم المستفيدين من الإعانات المخصصة لهذا المرض، مما يعكس حجم التحديات التي تواجه ملف مرضى السرطان في البلاد وحجم الفوضى الصحية.