بن شرادة: ليبيا دخلت غرفة الإنعاش المالي فعليًا
إنقاذ الوضع المالي يتطلب حلولًا مؤلمة قبل فوات الأوان

قال عضو مجلس الدولة عن كتلة التوافق، سعد بن شرادة، إن بيان مصرف ليبيا المركزي الأخير بمثابة إعلان واضح لدخول الوضع المالي للدولة في “غرفة العناية المركزة”، محذرًا من استمرار التدهور إذا لم تُتخذ خطوات جريئة وحاسمة في أقرب وقت.
وأضاف بن شرادة، في تصريحات صحفية، أن “الوضع المالي للدولة يسير نحو الأسوأ، ولا يمكن الخروج من هذا النفق دون توحيد السلطة التنفيذية وإنهاء الانقسام بين المؤسسات”، مؤكدًا أن استمرار الانقسام أضعف قدرة الدولة على تنفيذ سياسات مالية موحدة وفعالة.
ودعا بن شرادة جميع الرجال الشرفاء في ليبيا إلى التحرك العاجل لإنقاذ البلاد من الانهيار الاقتصادي، قائلًا: “نحن في لحظة مفصلية، والمطلوب الآن حلول مؤلمة ولكنها أفضل من الموت البطيء الذي يتهدد المواطن والدولة على حد سواء”.
وأشار إلى أن أحد أهم الإجراءات المطلوبة هو تقليص مرتبات السلطات العليا ومدراء المؤسسات إلى الحد الأدنى، بما يتناسب مع دخل المواطن الليبي العادي، مشددًا على أن العدالة الاجتماعية تبدأ من القيادة، وأن التقشف يجب أن يبدأ من القمة.
وتابع: “من غير المعقول أن تستمر الدولة في الإنفاق وفقًا لميزانيات غير مقننة منذ عام 2013. يجب على السلطة التشريعية أن تصدر قانون ميزانية جديدًا، يتضمن إجراءات واقعية ومؤلمة ولكنها ضرورية”.
كما طالب بوضع جدول موحد للمرتبات على مستوى الدولة يراعي المداخيل الحقيقية، ويقلص المصروفات العامة، مشيرًا إلى ضرورة دعم القطاع الخاص، وتحديث قانون تشجيع الاستثمار، بما يسهم في تنويع مصادر الدخل وجلب الأموال الأجنبية إلى السوق الليبي.
وختم بن شرادة تصريحه بالتأكيد على أن مستقبل ليبيا الاقتصادي لا يحتمل المزيد من التأجيل، وأنه “إذا لم نتحرك الآن، فسنصل إلى نقطة اللاعودة”.