بن شرادة: الباب الثالث سبب فشل مفاوضات الميزانية الموحدة
خلافات الحكومتين حول التنمية تعرقل توحيد الميزانية الوطنية

قال عضو المجلس الأعلى للدولة، سعد بن شرادة، إن مصرف ليبيا المركزي أجرى عدة جولات من المفاوضات بين لجان مالية تمثل الحكومتين القائمتين في البلاد، بهدف إعداد ميزانية موحدة. إلا أن هذه الجهود باءت بالفشل، في ظل خلافات مستمرة بين الطرفين، خاصة حول الباب الثالث من الميزانية، المتعلق بمشاريع التنمية.
وأشار بن شرادة إلى أن التنافس بين الحكومتين على تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، أدى إلى تعقيد المشهد المالي، وزاد من صعوبة التوصل إلى اتفاق موحد بشأن تخصيص الموارد، خصوصًا في ظل ما وصفه بـ”توجه كل طرف لاستثمار هذه المشاريع في تعزيز حضوره السياسي والاقتصادي على حساب المصلحة الوطنية “.
كما أبدى مخاوفه من استمرار هذا الانقسام، مشيراً إلى تحذيرات صادرة عن المصرف المركزي تتعلق بالعجز المالي المتزايد، وارتفاع مستويات الدين العام، وتراجع احتياطي الدولة من العملة الأجنبية، وهو ما قد يؤدي إلى تداعيات اقتصادية خطيرة إذا لم يتم معالجته بشكل عاجل.
من جهته، يرى عدد من المراقبين أن الصراع لا يقتصر فقط على الجانب المالي، بل يمتد إلى البعد السياسي، حيث يُتهم كل طرف بتوظيف ميزانيات التنمية لخدمة مصالحه الخاصة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الشعبي، عبر تنفيذ مشاريع تعزز من حضوره في المناطق التي يسيطر عليها.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن الاتهامات المتبادلة بين الحكومتين تزيد من حالة عدم الثقة، وتؤجل أي خطوات فعلية نحو التوافق الوطني. وفي ظل غياب ميزانية موحدة، تبقى مؤسسات الدولة في حالة شلل نسبي، وتُعطَّل جهود إعادة الإعمار التي تُعدّ ضرورية لاستقرار ليبيا.