بنغازي تُتوّج عاصمةً للإعلام المغاربي باعتمادها مقرًا دائمًا للاتحاد
بنغازي تُعلن عاصمةً للإعلام المغاربي باعتمادها مقرًا دائمًا للاتحاد
شهدت مدينة بنغازي انطلاقة جديدة في مسار العمل الإعلامي المغاربي، باحتضانها المؤتمر الأول للاتحاد المغاربي للصحفيين، والذي أفضى إلى تشكيل المكتب التنفيذي للاتحاد واعتماد المدينة مقرًا دائمًا لأمانته العامة. هذه الخطوة شكّلت نقطة تحول في مساعي تعزيز التعاون الإعلامي بين دول المنطقة، ومهدت الطريق لترسيخ دور الصحافة في التصدي لقضايا المغرب العربي.
وجرت الانتخابات في أجواء من التوافق الشامل، بمشاركة نشطة من وفود الدول الأعضاء، حيث انتُخب الصحفي الموريتاني محمد سالم ولد الداه رئيسًا للاتحاد، ومصباح قديري من الجزائر نائبًا للرئيس لشؤون العلاقات والتعاون الدولي، فيما تولّى توفيق ناديري من المغرب منصب نائب الرئيس لشؤون التدريب والخبرة. كما تم اختيار نصر المهدوي من ليبيا أمينًا عامًا، ومراد السليمي من تونس عضوًا بالمكتب التنفيذي، في تركيبة وُصفت بأنها تمثل توازنًا جغرافيًا ومهنيًا يعكس تنوع وكفاءة الطاقات الصحفية المغاربية.
وخلال الاجتماع، أُقرّ بالإجماع اختيار بنغازي مقرًا دائمًا للأمانة العامة للاتحاد، ما يعكس الثقة المتزايدة في بيئة المدينة واستعدادها لاحتضان مؤسسات إعلامية إقليمية، ويمنحها دفعة قوية كمركز متقدم على الساحة الإعلامية.
كما صادق المؤتمر على تعديل النظام الأساسي للاتحاد، بإضافة مجلس استشاري توجيهي يضم 15 إعلاميًا من دول المغرب العربي والقارة الإفريقية، يتولى مهمة متابعة السياسات العامة وتقديم المشورة الاستراتيجية، ما يمنح العمل داخل الاتحاد بعدًا مؤسساتيًا أكثر نضجًا وفعالية.
وفي أول تصريح له، وصف الأمين العام المنتخب، نصر المهدوي، نتائج المؤتمر بأنها “تشكل نقلة نوعية على طريق توحيد الجهود الإعلامية في المنطقة المغاربية، وتأكيدًا على أهمية الصحافة في بناء جسور التفاهم بين الشعوب وتعزيز استقرارها”.
هذا الحدث التاريخي جاء تتويجًا لفعاليات المؤتمر العام الأول للاتحاد، الذي افتتحه رئيس الوزراء الليبي، الدكتور أسامة حماد، تحت شعار “من أجل صحافة مغاربية موحدة”، وبمشاركة واسعة من أكثر من 23 دولة عربية وإفريقية، إلى جانب شخصيات رسمية وإعلامية بارزة من ليبيا والقارة الإفريقية.
ومن خلال رعايتها لهذا الحدث، أظهرت الحكومة الليبية التزامها بتعزيز التعاون الإقليمي وفتح آفاق أوسع أمام الإعلاميين في المنطقة، عبر منصات التنسيق وتبادل الخبرات.
ومن المرتقب أن يتم قريبًا الإعلان عن إطلاق “الشبكة العربية الإفريقية للإعلام”، كمبادرة تهدف إلى توسيع التكامل الإعلامي بين دول الاتحاد المغاربي ودول الساحل الإفريقي، في سبيل دعم المشاريع التنموية والإنسانية وتوفير بيئة مهنية محفزة على الإبداع والتجديد.
وبهذا، تفتح بنغازي صفحة جديدة في سجل الإعلام المغاربي، وتُكرّس دورها كبوصلة حقيقية للتعاون الإعلامي الإقليمي، في أفق بناء مشهد صحفي موحد، مستقل، ومعبّر عن طموحات شعوب المنطقة وتحدياتها.
