ليبيا

في بنغازي… حين يتحدث الإعلام بلغة المستقبل

 "السعداوي.. حين تنطق بنغازي بلغة الإعلام الواعد"

من بين ضجيج الأحداث وتعقيدات الواقع السياسي، تخرج بنغازي، المدينة العتيقة التي كتبت على جدرانها حكايات نضال، لتكتب اليوم فصلاً جديداً من فصول التكامل الإعلامي بين الأشقاء، مستضيفة حدثاً غير مسبوق، تحت رعاية رئيس الحكومة الليبية الدكتور أسامة حماد.

لم يكن اللقاء الذي احتضنته مدينة بنغازي مجرد مؤتمر إعلامي عابر، بل هو لحظة مفصلية، توّجت ليبيا خلالها نفسها عاصمة للإعلام المغاربي العربي والإفريقي. الحدث الذي جمع نخبة من الصحفيين والإعلاميين، جاء في وقت يتعطش فيه الإعلام في منطقتنا إلى جسور من التفاهم والتكامل.

في صالة مؤتمرات احتشد فيها صُنّاع الكلمة، وأمام عدسات الكاميرات التي تسجل لحظة نادرة من الإجماع، وقف الأستاذ خالد السعداوي، وزير الدولة لشؤون الاتصال بالحكومة الليبية متحدثًا بلغة الأمل والتكامل، مؤكدًا أن ليبيا اليوم ليست مجرد دولة مضيفة، بل شريك فاعل في صناعة إعلامٍ يحترم الحرية ويخدم التنمية ويواكب التحديات.

“إننا نؤمن بأن الإعلام المغاربي هو ركيزة حيوية للتنمية والاستقرار،” قالها السعداوي بصوت الواثق، مضيفًا، “وليبيا ملتزمة بكل إخلاص بدعم اتحاد الصحفيين المغاربيين والعمل معًا لبناء منظومة إعلامية موحدة تخدم شعوبنا وتُعبّر عن تطلعاتهم.”

اللقاء كان أكثر من مجرد كلمات، بل كان مساحة لتبادل الرؤى، وبناء شبكات التعاون. لقد ناقش الحضور مستقبل الصحافة، ودور الإعلام الرقمي، وسبل تطوير الأداء الصحفي وتبادل الخبرات، وصولاً إلى إعلان إطلاق “الشبكة العربية الإفريقية للإعلام”، والتي وُلدت من رحم هذا اللقاء التاريخي.

ولا يمكننا إغفال الدعم السياسي العميق الذي وفرته الحكومة الليبية، وعلى رأسها الدكتور أسامة حماد، رئيس الوزراء، الذي أكد أن الإعلام أداة تنموية بامتياز، وليبيا ستظل منبرًا حرًا، يفتح أبوابه أمام كل مبادرة تهدف إلى وحدة الصف الإعلامي العربي والإفريقي.

📰 وفي تفاصيل المؤتمر:

أكثر من 23 دولة عربية وإفريقية شاركت

تشكيل مكتب تنفيذي جديد للاتحاد.

انتخاب محمد سالم الداه من موريتانيا رئيسًا للاتحاد.

اعتماد بنغازي كمقر دائم للأمانة العامة.

التوافق على إنشاء مجلس استشاري توجيهي يضم 15 إعلاميًا من المنطقة.

تحليل المشهد:

ما حدث في بنغازي ليس مجرد مؤتمر. بل هو تحول استراتيجي في كيفية تعامل دول المغرب العربي مع الإعلام كمكون أساسي في النسيج التنموي. فالمؤسسات الصحفية اليوم لم تعد مجرد ناقل للخبر، بل شريك حقيقي في صناعة السياسات، وترسيخ الاستقرار، وإعادة تشكيل الوعي الجماعي.

الدلالة الرمزية لاختيار بنغازي كمقر دائم للاتحاد لا تغيب عن الأذهان. إنها رسالة قوية: أن ليبيا رغم كل التحديات، تملك القدرة على قيادة المشهد الإعلامي الإقليمي، وأنها عادت لتتبوأ موقعها المستحق في قلب المشهد العربي والإفريقي.

وفي ختام اللقاء، خرج المشاركون بإجماع نادر على توصيات عملية قابلة للتطبيق، تؤسس لشراكة طويلة الأمد بين المؤسسات الصحفية في دول الاتحاد المغاربي ودول الساحل الإفريقي، وتُعزز من قدرة الإعلام على التصدي لتحديات الأمن والمناخ والهجرة والنزاعات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى