دولىعربى

حركة الشباب تسيطر على بلدة استراتيجية في الصومال

حركة الشباب شنت هجوما مباغتا على قوات الجيش

سيطرت حركة الشباب على بلدة عدن يابال الواقعة في وسط الصومال، بعد معارك عنيفة مع القوات الحكومية والمسلحين العشائريين المتحالفين معها، في تطور خطير يعكس تصاعد التوترات الأمنية وتقدم الجماعة المسلحة في مناطق قريبة من العاصمة مقديشو.

البلدة التي كانت قاعدة عمليات رئيسية للجيش الصومالي

وقال شهود عيان وسكان محليون إن مقاتلي الحركة شنّوا هجومًا مباغتًا من جهتين على البلدة الواقعة على بُعد 245 كيلومترًا شمالي مقديشو، وتبع الهجوم تفجيرات قوية وإطلاق نار كثيف، انتهى بسيطرة الحركة على البلدة التي كانت حتى وقت قريب قاعدة عمليات رئيسية للجيش الصومالي ومقاتلي العشائر المتحالفة معه.
وأكد ستة من السكان المحليين وثلاثة جنود من القوات الحكومية أن الجيش الصومالي اضطر إلى تنفيذ “انسحاب تكتيكي” بعد ساعات من القتال بعد ان واجه مقاومة شرسة دفعتها للانسحاب وإعادة تنظيم الصفوف.

وكانت بلدة عدن يابال بمثابة نقطة انطلاق استراتيجية لهجمات القوات الحكومية والمقاتلين العشائريين ضد حركة الشباب في وسط البلاد. وزارها الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود الشهر الماضي، حيث التقى قادة الجيش المحليين لبحث سبل تعزيز العمليات العسكرية هناك.

غموض بشأن مستقبل الدعم الأمني الدولي للصومال

يأتي هذا التصعيد في وقت بالغ الحساسية، إذ يشهد مستقبل الدعم الأمني الدولي للصومال حالة من الغموض. وكانت بعثة جديدة لحفظ السلام تابعة للاتحاد الأفريقي قد تولت المهام مطلع العام الجاري خلفًا لقوة أكبر سابقًا، إلا أن توفير التمويل اللازم لها لا يزال معلقًا، وسط معارضة الولايات المتحدة لتحويل تمويل البعثة إلى نظام يتبع الأمم المتحدة.

قلق في العاصمة مقديشو والمناطق المحيطة بها

ويثير هذا الوضع قلق سكان العاصمة مقديشو والمناطق المحيطة بها، خصوصًا بعد أن سيطرت الحركة لفترة وجيزة الشهر الماضي على قرى تبعد نحو 50 كيلومترًا فقط من العاصمة، ما أثار شائعات عن احتمالية استهداف المدينة ذاتها.

وعلى وقع هذه التطورات، سارعت الحكومة إلى نشر وحدات إضافية من الشرطة وحراس السجون لتعزيز قوات الجيش في الضواحي، في محاولة لاحتواء تقدم حركة الشباب ومنعها من التوسع باتجاه العاصمة.

وضع أمني هش في السودان في ظل محدودية الإمكانيات

وتؤكد هذه التطورات الميدانية هشاشة الوضع الأمني في الصومال، خاصة في ظل محدودية الإمكانيات العسكرية الحكومية، واستمرار اعتمادها الكبير على الدعم الدولي والمقاتلين العشائريين.
ويبقى مستقبل الصراع في وسط وجنوب الصومال مرهونًا بمدى نجاح الحكومة في استعادة زمام المبادرة ميدانيًا، وتأمين دعم دولي مستدام لجهودها العسكرية والأمنية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى