دولى

المحادثات الأمريكية الإيرانية على حافة الهاوية.. وانقسام واشنطن يهدد المسار

طهران بين مطرقة التنازلات وسندان التصعيد.. وإسرائيل تترصد الفرصة

ليبيا 24

“واشنطن وطهران.. لعبة الشطرنج النووية والسيناريوهات الكارثية”

في ظلّ أجواء متوترة، تتحرك المحادثات الأمريكية الإيرانية على رقعة شطرنج إقليمية، حيث كل خطوة تحمل في طياتها إما انفراجة أو انفجارًا.

فبعد الجولة الأولى في عُمان، التي وصفتها مصادر مطّلعة بـ”المثمرة نسبيًا”، تُجرى التحضيرات لجولة ثانية في روما أو مسقط، وسط تشكيك في قدرة الطرفين على تجاوز مأزق العقد التاريخي: البرنامج النووي الإيراني.

من واشنطن، يُشارك فريق الأمن القومي الأمريكي في هذه المفاوضات بخطابين متباينين فبينما يرى وزير الخارجية ومستشار الأمن القومي أن الوقت مناسب لـ”كسر شوكة إيران” عبر فرض شروط صارمة لتفكيك برنامجيها النووي والصاروخي، يُعارض هذا التوجّه نائب الرئيس ووزير الدفاع، محذرين من أن أي عمل عسكري قد يُطلق العنان لأزمة طاقة عالمية، مع ارتفاع محتمل لأسعار النفط إلى أكثر من 150 دولارًا للبرميل.

وفي تعليقه لـ “ليبيا 24″، يرى المحلل إدريس إحميد أن “هذا الانقسام يعكس إشكالية الإستراتيجية الأمريكية، فبينما تُصر إدارة الرئيس على عدم تكرار سيناريو الاتفاق النووي لعام 2015، تدرك أن الخيار العسكري يحمل مخاطر جيوسياسية لا تُحتمل، خاصة مع حرب أوكرانيا وتصاعد التنافس مع الصين.”

وأوضح أن ترامب رفض طلب نتنياهو بضرب إيران بسبب انقسام داخل إدارته بين مؤيدين ومعارضين للعمل العسكري.

ورغم التحضيرات للهجوم، اختار ترامب المسار الدبلوماسي وبدأ محادثات مع إيران، بينما أكد نتنياهو أن إسرائيل قد تتصرف وحدها إذا اقتضت الضرورة!

أما في طهران، فإن القيادة الإيرانية تواجه معضلة لا تقل تعقيدًا فمن جهة، يُشكل البرنامج النووي ركيزة أساسية لمشروعها كقوة إقليمية، ومن جهة أخرى، فإن التصلّب في المفاوضات قد يُعطي الذريعة لإسرائيل لتنفيذ ضربات استباقية ضد منشآت نووية، كما هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي أكثر من مرة.

ويُضيف إحميد: “إيران تدرك أن قبولها شروطًا أمريكية صارمة سيفقدها هيبتها في المنطقة، لكن رفضها قد يُعرّضها لعقوبات أقسى أو حتى حرب مدمرة إنها لعبة قمار بلا رابح واضح.”

وفي الخلفية، تُواصل إسرائيل حشد التأييد الدولي لعزل إيران، بينما تُحاول طهران كسب الوقت عبر تحالفات مع روسيا والصين لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل يمكن للدبلوماسية أن تنجح في ظلّ هذا التشابك من المصالح والتهديدات؟

يختتم إحميد تحليله بالقول: “المشهد يشبه برميل بارود يحتاج فقط إلى شرارة، الجولة القادمة من المفاوضات قد تكون الفرصة الأخيرة لتجنب السيناريو الأسوأ.. لكن مع غياب الثقة وتباين الأولويات، فإن المنطقة قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة من عدم الاستقرار.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى