اقتصادليبيا

ليبيا تطلق جولة عطاء تاريخية لاستقطاب استثمارات نفطية دولية

المؤسسة الوطنية للنفط ترسم خارطة طريق استراتيجية جديدة

ليبيا 24
في خطوة نوعية تهدف إلى إعادة إحياء نشاط الاستكشاف النفطي في ليبيا، أعلن رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط، المهندس مسعود سليمان، عن إطلاق المرحلة الرابعة من جولة العطاء العام في قطاع النفط، وذلك خلال فعالية رسمية أقيمت صباح الخميس بمدينة إسطنبول التركية، بحضور واسع ضم ممثلين عن شركات الطاقة من آسيا، وأوروبا، والشرق الأوسط، إلى جانب وزير النفط والغاز المكلف خليفة عبد الصادق.

سليمان: نُهيئ بيئة مستقرة وجاذبة للاستثمار في النفط

وأكد سليمان، في تصريحات صحفية نقلتها “ليبيا 24″، أن المؤسسة تتجه نحو عقد شراكات استراتيجية مع كبرى الشركات العالمية، في إطار خطة وطنية مدروسة تهدف إلى جذب الاستثمارات وتعزيز مكانة ليبيا على خارطة الطاقة الدولية. ولفت إلى أن أبواب الاستثمار مفتوحة أمام الجميع، دون تمييز، وأن العقود المصممة بعناية فائقة توفر بيئة جاذبة وآمنة، بما يحقق مصالح الطرفين.

وتأتي هذه الخطوة بعد توقف دام أكثر من 17 عاماً في إطلاق جولات العطاء العام، ما تسبب في تراجع نسب الاكتشافات الجديدة، وغياب مشاريع الاستكشاف، وهو ما انعكس سلباً على حجم الاحتياطي الوطني ومستويات الإنتاج.

22 قطعة استكشافية جديدة تعرضها ليبيا أمام الشركات العالمية

تتضمن الجولة الحالية طرح 22 قطعة استكشافية، منها 11 قطعة بحرية، بينما تتوزع البقية في مناطق الجنوب والوسط، ضمن استراتيجية ترتكز على استغلال الموارد غير التقليدية، وتوجيه التركيز نحو المناطق الحدودية والمياه العميقة التي لم تُستكشف سابقاً. كما تراهن المؤسسة على التنقيب في الحقول الصغيرة والهامشية، واستخدام تقنيات حديثة مثل الاستخلاص المعزز، ما يعزز الكفاءة ويرفع معدلات الإنتاج.

ليبيا تسعى لرفع إنتاج النفط إلى 3 ملايين برميل

وخلال الفعالية، استعرض فريق لجنة العطاء بالمؤسسة الجوانب التقنية والقانونية الخاصة بالجولة، وقدّم عرضاً تفصيلياً شمل آلية التقديم، شروط التعاقد، وطبيعة المناطق المطروحة، كما دار حوار مفتوح مع ممثلي الشركات، أُجيبت فيه الاستفسارات بشفافية ومهنية.

وأشار سليمان إلى أن المؤسسة الوطنية للنفط تسير وفق خطة استراتيجية تهدف إلى رفع الإنتاج الوطني من النفط إلى ما بين 2 و3 ملايين برميل يومياً، وهو ما يعكس الطموح في إعادة تموقع ليبيا كمصدر طاقة رئيسي عالميًا، خاصة وأنها تمتلك أكثر من 48.36 مليار برميل كاحتياطي مثبت، لتكون بذلك الدولة الأولى إفريقيًا والتاسعة عالميًا من حيث حجم الاحتياطي.

وبحسب بيانات المؤسسة الأخيرة، فقد بلغ إنتاج ليبيا من النفط الخام نحو 1.395 مليون برميل يومياً، إضافة إلى 52.97 ألف برميل من المكثفات، فيما تخطى إنتاج الغاز 2 مليار قدم مكعب يوميًا. وتمثل هذه الأرقام دليلاً على التعافي الجزئي للقطاع، إلا أن سليمان يؤمن بأن الفرص لا تزال هائلة في حال تهيئة مناخ الاستثمار وتشجيع الابتكار والتكنولوجيا الحديثة.

وفي الختام، شدد رئيس المؤسسة على أن الشراكات الدولية لا تُعد خياراً بل ضرورة لتطوير القطاع، داعياً الشركات إلى استغلال هذه الفرصة الفريدة، والمساهمة في كتابة فصل جديد من تاريخ النفط الليبي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى