
شهدت حكومة الوحدة منتهية الولاية أزمة حقيقية خلال انعقاد اجتماع مجلس الوزراء الأخير، بعد أن وثّق مقطع فيديو متداول لحظة حضور رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة قاعة الاجتماع ليجد نفسه جالسًا مع عدد محدود جدًا من الوزراء، بينما غاب عن الجلسة عشرة وزراء دفعة واحدة.
وفي الفيديو، ظهر الدبيبة غاضبًا وهو يعلّق على المشهد قائلًا: “هذا تمرد ولا انقلاب؟! هذا رفض واعتراض على الجلسة!”، قبل أن يضيف مستنكرًا: “أنا والحاج حسين (القطراني) ورمضان (بوجناح) جالسين لوحدنا؟”، في إشارة إلى غياب شبه تام لأعضاء الحكومة عن الاجتماع الرسمي.
كما أبدى استياءه الشديد من التهاون في الالتزام بحضور الاجتماعات الرسمية، خاصة بعد أن قيل له إن بعض الوزراء “يُدخنون” خارج القاعة، فردّ بغضب: “الخروج يتم بإذن… مش سايبة!”
تفكك داخلي وفقدان السيطرة
هذه الواقعة أثارت موجة من الانتقادات الواسعة في الأوساط السياسية والشعبية، حيث اعتبرها كثيرون دليلاً على تفكك داخلي وفقدان السيطرة داخل الحكومة، فيما رأى آخرون أنها رسالة سياسية واضحة من الوزراء الغائبين اعتراضًا على آليات إدارة الحكومة أو ما يُثار حول استمرارها في تسيير الأعمال رغم انتهاء ولايتها.
الجدير بالذكر أن هذا الغياب الجماعي يأتي في وقت بالغ الحساسية، سياسيًا وأمنيًا، ويضع علامات استفهام كبيرة حول مدى تماسك السلطة التنفيذية، وقدرتها على الاستمرار في تسيير شؤون البلاد وسط مناخ مشحون بالتجاذبات والصراعات.
وباتت التساؤلات اليوم أكثر إلحاحًا: هل نشهد بداية تمرّد داخل حكومة الدبيبة؟ أم أن ما حدث مجرد رسالة سياسية مشفّرة؟ وهل سيتّخذ الدبيبة خطوات حازمة لمحاسبة الغائبين، أم أن المشهد سيستمر في الانحدار؟