طرابلس.. غضب عارم بعد دهس مشجعين بسيارة أمنية
تحقيق عاجل في حادثة الدهس المتعمد بمحيط ملعب طرابلس

ليبيا 24
ليبيا.. صدمة وغضب بعد دهس مشجعين بسيارة أمنية في طرابلس
شهدت طرابلس، مساء الاثنين، أحداثًا مروعة عقب مباراة جمعت بين فريقي أهلي طرابلس والسويحلي ضمن منافسات الدوري الليبي، حيث تحولت أجواء الاحتفال الرياضي إلى مشاهد عنف بعد أن قامت سيارة أمنية تابعة لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة منتهية الولاية بدهس عدد من المشجعين بشكل متعمد، مما أثار موجة غضب واسعة ودفع الجهات الرسمية إلى فتح تحقيق عاجل.
ووفقًا لمقاطع فيديو تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، ظهرت سيارات أمنية مسرعة تُحمل شعار “الدعم المركزي” التابع لوزارة الداخلية بحكومة الدبيبة منتهية الولاية، وهي تصدم مشجعين كانوا يغادرون ملعب طرابلس الدولي، دون أي مبرر واضح، قبل أن تواصل سيرها وكأن شيئًا لم يحدث. وتصاعدت الاحتجاجات فور انتشار الفيديو، حيث هاجم المشجعون الغاضبون قوات الشرطة، وأحرقوا آلية عسكرية، بينما ردت الأمن بإطلاق قنابل صوتية لتفريق الحشود.
إدانات رسمية ومطالبات بالتحقيق
أصدر نادي أهلي طرابلس بيانًا شديد اللهجة، وصف الحادثة بأنها “انتهاك صارخ لسلامة المشجعين”، وطالب وزير الداخلية المكلف عماد الطرابلسي بتحقيق سريع وشفاف، مؤكدًا أن “ما حدث لا يمكن السكوت عنه”. من جانبها، قالت وزارة الداخلية إن الحادثة “فعل فردي غير مسؤول”، وأكدت أن السائق قد تم احتجازه، فيما وعدت بـ”محاسبة كل المتورطين”.
لكن التصريحات الرسمية لم تهدئ من غضب الناشطين والمواطنين، الذين وصفوا الحادثة بأنها “جريمة ضد الإنسانية”، معتبرين أنها تكشف عن “ثقافة الإفلات من العقاب” داخل الأجهزة الأمنية. كما أشار بعض المراقبين إلى أن الواقعة قد تكون مرتبطة بتوترات قبلية أو سياسية مستمرة في العاصمة، حيث تشهد طرابلس صراعات أمنية متكررة بين فصائل متنافسة.
اتهامات بتعمّد الدهس وتجاهل القانون
أكد شهود عيان أن المشهد الذي وثّقه الفيديو لم يظهر أي أعمال شغب أو اعتداء من الجمهور قبل حادثة الدهس، مما يعزز الشكوك حول نية السائق في استهداف المشجعين. كما أثارت الحادثة ذكريات مؤلمة لدى الليبيين، خاصة بعد أحداث “مباراة الرصاص” عام 1996 بين أهلي طرابلس والاتحاد، والتي خلفت عشرات الضحايا بسبب تدخل أمني عنيف.
تداعيات على مستقبل الرياضة الليبية
أعرب الاتحاد الليبي لكرة القدم عن قلقه إزاء تدهور الأمن في الملاعب، داعيًا إلى “إجراءات عاجلة” لحماية الجماهير. وفي الوقت الذي تحاول فيه ليبيا إعادة إحياء دوريها المحلي بعد سنوات من التوقف بسبب الصراعات، تهدد مثل هذه الأحداث بتحويل الملاعب إلى ساحات صراع بدلاً من كونها منصات للترفيه والتآلف الوطني.