كشفت الهيئة الوطنية لمكافحة مرض السرطان، من خلال رئيسها الدكتور حيدر السائح، عن مستجدات لافتة تتعلق بأعداد المصابين بالسرطان في ليبيا خلال الفترة الماضية، وأبرز الخطوات التي اتخذتها الدولة على صعيد توطين العلاج، ضمن إطار جهودها لتحسين مستوى الرعاية الصحية المتخصصة في البلاد.
وفي تصريحاته خلال مشاركته في المؤتمر الليبي الدولي للأورام والعلاج الإشعاعي، الذي أقيم في طرابلس، أعلن السائح أن عدد مرضى السرطان الذين تم رصدهم وتشخيصهم عبر منظومة “محارب” بلغ أكثر من 24,000 مريض، وهو رقم كبير يكشف عن حجم التحديات الصحية التي تواجهها الدولة الليبية في هذا الملف. وأوضح أن قرابة 17,000 من هؤلاء المرضى لم يكونوا مسجلين مسبقًا في أي قاعدة بيانات رسمية، وهو ما يشير إلى وجود ثغرات في النظام الصحي كانت تمنع من الوصول إلى معلومات دقيقة بشأن انتشار المرض.
وأكد السائح أن المنظومة أسهمت في تنظيم العمل الصحي ورصد الحالات بشكل دقيق، بما يمكن الجهات المختصة من التخطيط الفعّال وتوفير الرعاية المناسبة للمصابين. وأشار إلى أن أحد أبرز الإنجازات يتمثل في شفاء أكثر من 4,000 مريض بشكل كامل، وهو ما وصفه بأنه “نجاح وطني” يعكس التزام الكوادر الطبية الليبية وجهودها الحثيثة في هذا المجال.
كما لفت إلى أن العام الماضي شهد إجراء أكثر من 4,000 تصوير مسح ذري داخل ليبيا، في خطوة تعكس تطور الإمكانيات الطبية والتقنية المتوفرة حاليًا. واعتبر أن هذا الأمر يُعد من المؤشرات الإيجابية التي تؤكد على تقدم البلاد في توفير خدمات طبية متطورة على أرض الوطن، دون الحاجة لإرسال المرضى إلى الخارج.
بدء وصول أدوية السرطان والعلاجات الحديثة إلى ليبيا
وفي السياق ذاته، أعلن السائح عن بدء وصول أدوية السرطان والعلاجات الحديثة إلى ليبيا، واصفًا ذلك بالخطوة الجوهرية نحو توطين العلاج وضمان تقديمه للمواطنين بكرامة وفاعلية. وأضاف أن الهيئة تعمل بشكل مستمر لتطوير منظومة العلاج والتشخيص داخل ليبيا، بالتعاون مع مختلف المؤسسات الصحية.
وتطرق السائح إلى أهمية المؤتمر المنعقد، مشيدًا بمشاركة 13 طبيبًا زائرًا من دول مختلفة، اعتبر أن حضورهم يشكل فرصة ثمينة لتبادل الخبرات مع الأطباء الليبيين، والمساهمة في تطوير الأداء المهني والتقني للكوادر المحلية.
في ختام كلمته، شدد السائح على أن الهيئة ماضية في خططها لتوسيع نطاق العلاج والرعاية، وتحقيق العدالة الصحية لكافة المواطنين، في سبيل بناء نظام صحي حديث ومستدام في ليبيا.
