
شهدت مدينة الزاوية الواقعة غرب طرابلس، صباح اليوم الأربعاء، موجة جديدة من العنف المسلح بعد اندلاع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة من قبيلتي “نصرات” و”الغويل”، بمساندة عناصر داعمة. وقد رُصدت المواجهات في محيط جزيرة الركينة، الممتدة إلى تقاطع سيمافرو أولاد صقر، حيث أفاد شهود عيان بوقوع تبادل كثيف لإطلاق النار وسقوط قذائف في المناطق السكنية.
وأسفرت هذه المواجهات عن مقتل الشاب محمد الشيباني، أحد المنتمين إلى مجموعة القصب، بالإضافة إلى إصابة معاذ اشكال وخالد الغويل، المعروف بلقب “البوب”، وكلاهما من مجموعة الفار، وفق ما ذكرته مصادر صحفية لـ”أخبار ليبيا 24”. بينما تسبب إطلاق النار العشوائي في إلحاق أضرار جسيمة بعدد من منازل المدنيين، وأثار حالة من الذعر في أوساط السكان.
استغاثات من الأهالي وسط غياب أمني
وفي ظل هذا التصعيد، أطلقت العديد من العائلات نداءات استغاثة عاجلة، مطالبة بتدخل فرق الهلال الأحمر في مدينة الزاوية لإجلائها من بؤر التوتر، بعد أن أصبحت منازلهم معرضة بشكل مباشر للخطر نتيجة تساقط القذائف والرصاص الطائش. وتعيش تلك الأسر أوضاعًا مأساوية داخل بيوتها التي تحولت إلى ملاجئ غير آمنة، وسط غياب واضح لأي تواجد للجهات الأمنية أو إجراءات لحمايتهم.
المثير للقلق أن هذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها، بل تأتي في إطار سلسلة من التوترات المستمرة التي تعيشها مدينة الزاوية، والتي تشهد منذ شهور انفلاتًا أمنيًا متزايدًا بسبب الصراع على النفوذ بين التشكيلات المسلحة. ما يزيد من عمق الأزمة هو الغياب شبه التام لمؤسسات الدولة، سواء الأمنية أو الخدمية، مما يضع حياة المدنيين في مهب الريح، ويجعل من الزاوية ساحة مفتوحة لصراع المجموعات المتناحرة.
السلطات الأمنية غابت عن المشهد
ورغم خطورة الموقف، لم تُصدر السلطات الأمنية حتى لحظة إعداد هذا التقرير أي بيان رسمي بشأن أسباب الاشتباكات أو الجهود المبذولة لوقفها، الأمر الذي يثير تساؤلات حول قدرة الدولة على احتواء الوضع، ويزيد من مخاوف المواطنين بشأن مستقبل المدينة واستقرارها.
من جانب آخر، يسود في المنطقة الآن هدوء حذر، مع استمرار انتشار المجموعات المسلحة على الأرض، في مشهد يعكس هشاشة الوضع الأمني الذي تعيشه الزاوية، والتي باتت عرضة للاشتعال في أي لحظة.
ويبقى السؤال الأهم في أذهان الليبيين اليوم: إلى متى ستظل المدن الليبية، ومن بينها الزاوية، رهينة لصراعات المجموعات المسلحة؟ وهل سيكون هناك تدخل حاسم يعيد الأمن ويحمي المدنيين الأبرياء من ويلات القتال؟