الرعيض يثير غضب الليبيين بتصريحات ضد الدعم الحكومي

تصريحات الرعيض تشعل الغضب في ليبيا.. ومقاطعة لـ”النسيم”

طرابلس – “ليبيا 24”

لا تزال التصريحات المثيرة للجدل التي أدلى بها رجل الأعمال وعضو مجلس النواب، محمد الرعيض، تثير عاصفة من الغضب الشعبي والسياسي، بعدما حمّل المواطن الليبي مسؤولية الأزمات الاقتصادية، ودعا إلى رفع الدعم عن الكهرباء والوقود والمياه، معتبرًا أن “ضعف الرواتب ليس خطأ الحكومة، بل نتيجة ثقافة الاعتماد على الدولة”.

جاءت تصريحات الرعيض خلال مشاركته في المنتدى الاقتصادي الليبي، حيث هاجم أيضًا السياسات التعليمية التي تتيح دخول جميع الطلاب إلى الجامعات، واصفًا إياها بـ”الكارثة”، مما أثار موجة انتقادات حادة واتهامات له بـ”الانفصال عن معاناة الشعب”.

ردود فعل سياسية حادة

تصاعدت الانتقادات من شخصيات عامة، حيث وصف السفير السابق محمد شعبان المرداس الرعيض بأنه “يصنع مجده من أموال الليبيين”، بينما اتهمه فيصل بوالرايقة، المستشار السياسي لرئيس مجلس النواب، بـ”بناء إمبراطوريته على حساب الفقراء”.

أما الناطق العسكري السابق طه حديد، فقد سخر من اتهام المواطن بالأزمة، قائلًا: “المواطن مذنب لأنه يدرس ويتوظف ويستهلك خدمات مدعومة؟!”.

مقاطعة شعبية لمنتجات “النسيم”

تحوّل الغضب إلى فعل مباشر، حيث دعا نشطاء ومواطنون إلى مقاطعة منتجات شركة “النسيم” للألبان والعصائر، المملوكة للرعيض، والتي تعد من أكبر العلامات التجارية في السوق الليبي. وتداول مغردون صورًا لمواطنين يلقون بمنتجات الشركة في القمامة، في خطوة رمزية تهدف للضغط عليه.

ويرى مراقبون أن هذه الدعوات قد تؤثر على سمعة الشركة، خاصة أن الرعيض معروف بدعمه لرئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة، مما يضفي على الأزمة بُعدًا سياسيًا.

تداعيات محتملة

فيما لم يصدر الرعيض أي اعتذار، يتساءل كثيرون عن مدى تأثير هذه الدعوات على اقتصاده الشخصي، وما إذا كانت ستتحول إلى حركة شعبية واسعة. كما ينتظر الليبيون رد فعل الحكومة، خاصة في ظل استمرار الأزمات الاقتصادية وارتفاع الأسعار.

يُذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها رجال أعمال لانتقادات بسبب صلاتهم بالسياسة، لكنها قد تكون الأكثر جدية في تحريك الشارع ضد أحدهم.

---