
إعمار مرزق.. معجزة صنعتها المصالحة وجهود الأمن والتنمية
في تصريحات صحفية رصدتها ليبيا 24، عبّر عضو مجلس النواب الليبي، جلال الشويهدي، عن انبهاره بما تحقق في مدينة مرزق جنوب البلاد من تقدم ملموس في عملية إعادة الإعمار، بعد سنوات من الحرب والدمار والنزوح. ووصف الشويهدي هذا التحول بأنه “أشبه بالمعجزة”، مشيرًا إلى أن المدينة كانت قد تعرضت لدمار شبه كامل شمل المؤسسات العامة والمنازل، فضلًا عن تمزق النسيج الاجتماعي إثر نزاعات دامية.
وأكد الشويهدي أن نقطة الانطلاق الحقيقية نحو الإعمار كانت بتوقيع اتفاق مصالحة شامل بين الأطراف المتنازعة، جرى برعاية القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر، ورئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح. هذا الاتفاق، حسب الشويهدي، لم يضع فقط حدًا للحرب، بل مهّد الطريق لاستعادة الحياة الطبيعية.
ولم يخفِ الشويهدي إعجابه بالدور الحيوي الذي قام به “صندوق إعادة الإعمار”، معتبرًا أنه نجح في تنفيذ مشاريع كبيرة أعادت الحيوية للمدينة. وأشار إلى عرض فيلم توثيقي أمام السكان، يُظهر تحول مرزق من “مدينة أشباح” إلى بيئة حيوية يعمّها الأمل والنشاط.
لكن الشويهدي حذّر من أن الإعمار لا يمكن أن يستمر دون مظلة أمنية متينة، موضحًا أن التحركات الأمنية المستمرة تُعد الركيزة الأساسية للحفاظ على ما تحقق. وأضاف أن النزاعات وغياب المصالحة يؤثران سلبًا على أي عملية تنموية.
ومن ضمن الإنجازات التي أشار إليها النائب، صيانة المرافق التعليمية والخدمية وفقًا لأعلى المعايير، في دلالة على التزام الجهات المعنية بإرساء بيئة مستقرة ومستدامة. كما لفت إلى بدء عودة أعداد كبيرة من أهالي مرزق إلى منازلهم، وهو ما اعتبره مؤشرًا صريحًا على نجاح جهود الاستقرار.
الأمن ركيزة أساسية للحفاظ مكتسبات التنمية
وأشار الشويهدي إلى أن الجنوب الليبي، بامتداده الجغرافي الواسع وحدوده المفتوحة، يواجه تحديات خطيرة مثل الهجرة غير النظامية، وتهريب المخدرات، والعصابات المنظمة. من هنا، فإن الحاجة إلى وجود دائم للجيش والقوى الأمنية تُعد أولوية لا غنى عنها لضمان استقرار المنطقة.
وختم الشويهدي بالقول إن تجربة مرزق يجب أن تكون نموذجًا يُحتذى به في باقي مناطق الجنوب، حيث لا يمكن الحديث عن تنمية وإعمار في ظل النزاعات والانفلات الأمني. وشدد على ضرورة استثمار الزخم الحالي، وتوفير الدعم السياسي والمالي الكافي لاستكمال ما بدأته الدولة الليبية في مرزق.