العرب يجددون دعمهم لغزة وسوريا ويستنكرون صمت العالم
مؤتمر وزاري يؤكد مركزية فلسطين ويطالب بتفعيل "حل الدولتين"

وزراء الخارجية العرب… تناغم في المواقف وتصعيد دبلوماسي لوقف نزيف غزة
ليبيا 24
توافق عربي جديد
في مشهد يجسد وحدة الرؤية إزاء القضايا المصيرية، اختتم وزراء الخارجية العرب اجتماع الدورة 163 لمجلس الجامعة العربية، المنعقد في القاهرة، بإجماع لافت على دعم سوريا الجديدة ومواصلة الضغط السياسي والدبلوماسي لوقف الحرب المستعرة على قطاع غزة، مؤكدين أن التهجير مرفوض، والحلول يجب أن تكون واقعية وتحفظ السيادة والكرامة.
غزة في قلب الاجتماع
خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب الاجتماع، شدد الأمين العام للجامعة العربية، أحمد أبو الغيط، على أن «الحرب على غزة لم تعد تحتمل المزيد من الصمت»، مؤكداً أن العمل الإعلامي والدبلوماسي العربي بات يشكل اليوم أداة ضغط رئيسية لفضح جرائم الاحتلال. كما أعلن عن جولة جديدة تعتزم اللجنة العربية – الإسلامية القيام بها لدعم القضية الفلسطينية.
وفي السياق ذاته، رحب أبو الغيط بالمؤتمر الأممي المقبل في يونيو حول “حل الدولتين”، والذي من المقرر أن يُعقد برعاية سعودية-فرنسية، آملاً أن ينقل الملف الفلسطيني من خانة الخطابة إلى مسار التنفيذ.
الصفدي: لا بديل عن إنهاء العدوان
من جانبه، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رئيس الدورة الحالية، أن الاجتماع شهد توافقاً شاملاً على قرارات تتعلق بالقضايا الساخنة في المنطقة، مشيراً إلى أن القضية الفلسطينية تبقى في صدارة الأولويات. واعتبر أن خطة إعادة إعمار غزة، المدعومة عربياً والمقدمة من مصر، تمثل بديلاً عملياً يرفض التهجير، ويؤسس لمرحلة أكثر استقراراً.
سوريا تعود تدريجياً
الاجتماع شهد أول مشاركة لوزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في دورة عادية على هذا المستوى، ما يعكس عودة تدريجية لسوريا إلى الفضاء العربي بعد عزلة استمرت لسنوات. وقد رحب الصفدي بالشيباني، وأكد على دعم جهود إعادة إعمار سوريا، مشدداً على وحدة الأراضي السورية ورفض التدخلات الأجنبية.
وتأتي هذه المشاركة في ظل تردد الأوساط السياسية العراقية بشأن مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع في القمة المرتقبة ببغداد، وسط مقترحات بإسناد تمثيل سوريا للشيباني لتجاوز الخلافات.
الجامعة: لا للتطهير ولا للتهجير
الأمين العام للجامعة لم يخفِ انزعاجه من ما وصفه بـ”صمت العالم المخزي”، مؤكداً أن ما يحدث في غزة هو تطهير عرقي ممنهج. وأكد أن السيناريوهات التي يطرحها اليمين الإسرائيلي بشأن التهجير وجدت للأسف دعماً ضمنياً بسبب غياب موقف دولي حازم، مشيراً إلى أن “الطرح المصري” في قمة القاهرة يقدم بديلاً واقعياً لإنهاء الحرب وإعادة الإعمار.
جراح عربية مفتوحة
كما أدان أبو الغيط الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على سوريا ولبنان، مشدداً على أن المنطقة ما زالت تنزف، لا سيما في السودان واليمن وليبيا، داعياً لتكاتف عربي مبني على روح العروبة التي وصفها بأنها “نسيج ثقافي وتاريخي يربط بين شعوب المنطقة”.
وأكد الصفدي أن استعادة الحقوق الفلسطينية المشروعة تبقى المدخل الوحيد لأي سلام حقيقي، مشيراً إلى أن الأردن يواصل التنسيق مع الأطراف الدولية لإقرار وقف إطلاق النار وإدخال المساعدات.