ليبيا

مرضى ضمور العضلات في ليبيا يواجهون مصيرا مجهولا مؤلما

تأخر العلاج يفاقم معاناة مرضى ضمور العضلات بليبيا

ليبيا 24

مرضى ضمور العضلات في ليبيا يواجهون الإهمال والموت البطيء

نقص التمويل وإخلاف الوعود يدفعان المرضى نحو المصير المجهول

تتصاعد معاناة مرضى ضمور العضلات الشوكي في ليبيا مع استمرار تعثر خطط العلاج التي وعدت بها حكومة الدبيبة منتهية الولاية، وسط تأكيدات من منظمات حقوقية وطبية بأن الوضع الصحي للمرضى يسير نحو الكارثة.

رئيس رابطة مرضى ضمور العضلات محمد أبوغميقة أوضح أن الحكومة أرسلت في بداية شهر رمضان ست حالات إلى الإمارات لتلقي الحقنة الجينية، لكنها توقفت لاحقًا عن إرسال أي دفعات جديدة، رغم تعهدها بإيفاد خمس أو ست حالات كل أسبوعين.

غياب الدعم المالي وتضاؤل الأمل

بحسب أبوغميقة، فإن محاولات الرابطة لمعرفة أسباب هذا التأخير قوبلت بتبريرات رسمية بغياب المخصصات المالية اللازمة، ما زاد من قلق المرضى وذويهم. وأكد أبوغميقة أن هناك 26 حالة مسجلة تحت سن العامين تنتظر الحصول على الحقنة الجينية المنقذة للحياة.

وأشار إلى أن الحالات الست التي سافرت للعلاج في الإمارات لا تزال هناك وتتلقى جلسات علاج طبيعي، مؤكدا استقرار أوضاعهم الصحية نسبيا، مقارنة بما يعانيه من تبقى من المرضى داخل ليبيا.

خطوات احتجاجية قادمة

في ظل هذا المشهد القاتم، كشفت الرابطة عن نيتها تنظيم وقفة احتجاجية خلال الأيام القادمة للمطالبة بإيفاد جميع المرضى دون تأخير. واعتبر أبوغميقة أن الوقفة تأتي بعد استنفاد كافة سبل التواصل الرسمي مع الحكومة التي لم تلتزم بتعهداتها.

نداءات استغاثة من المرضى

نائب رئيس منظمة مرضى ضمور العضلات أحمد شليبيك، من جانبه، عبّر عن استياء المرضى من التدهور المستمر لوضعهم الصحي، بسبب تأخر الحكومة في توفير الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، بما فيها الكراسي المتحركة والحقن الجينية.

وأكد شليبيك، في مداخلة تلفزيونية، أن معاناة المرضى تزداد يوما بعد يوم، مشيرا إلى أن وعود الحكومة المتكررة لم تجد طريقها إلى التنفيذ، ما وضع حياة العديد منهم على المحك.

وفيات متكررة تهز الشارع الليبي

مأساة المرضى لم تتوقف عند معاناتهم اليومية، إذ أعلنت رابطة مرضى ضمور العضلات وفاة الشاب إدريس حسن عن عمر 18 عامًا، بعد معاناة طويلة مع مضاعفات المرض، وقبل ذلك بثلاثة أيام، توفيت الشابة ياسمين عبدالرحمن عن عمر ناهز 35 عاما، لترتفع حصيلة الوفيات بين المصابين بالمرض إلى 12 حالة خلال الأشهر القليلة الماضية.

علاجات متوفرة لكنها بعيدة عن المرضى

وفي تصريح متلفز، أشار رئيس منظمة ضمور العضلات التوعوية محمد أبوغميقة إلى أن هناك أدوية لمرضى “الدوشين” موجودة بالفعل في مخازن الإمداد الطبي، لكنها لم تُوزع بعد على المستحقين.

وأضاف أن هناك 17 حالة أخرى مصنفة كمستعجلة تنتظر دورها للعلاج بالخارج، وفقاً للوعود التي لم يتم تنفيذها بعد، ما يعكس حالة من التخبط والإهمال المؤسسي الذي يدفع ثمنه المرضى بأرواحهم. وسط هذه المأساة المتصاعدة، يبقى مرضى ضمور العضلات الشوكي في ليبيا أسرى للوعود المؤجلة والآمال المتآكلة، بينما تتسارع خطوات المرض نحو خط النهاية دون تدخل ينقذ حياتهم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى