انقطاع كهربائي بإسبانيا والبرتغال يربك خدمات المغرب والجزائر

ليبيا 24

الاضطرابات تمتد من أوروبا إلى المغرب العربي: خلل كهربائي يربك الخدمات الحيوية

تداعيات مفاجئة على البنية الرقمية بالمغرب

تأثرت المملكة المغربية بشكل لافت نتيجة الانقطاع الواسع للتيار الكهربائي الذي ضرب أجزاءً من شبه الجزيرة الإيبيرية، شمل كلًا من إسبانيا والبرتغال، ظهر يوم الإثنين، مما أحدث شللًا جزئيًا في خدمات الإنترنت والمطارات داخل البلاد.

وأعلنت شركة «أورانج» للاتصالات، إحدى الشركات الكبرى في السوق المغربي، عبر حسابها الرسمي على فيسبوك أن سبب اضطراب الإنترنت يعود مباشرة إلى انقطاع التيار في الجارتين الأوروبيتين. وأوضحت أن الخلل طال الروابط الدولية التي تعتمد عليها الشركة في نقل البيانات، دون أن يصدر توضيح مماثل من شركتي «اتصالات المغرب» و«إنوي»، ما زاد من قلق المستخدمين حيال مدى التأثر العام للبنية التحتية الرقمية في البلاد.

الرباط تعتمد الإجراءات اليدوية لتسيير المطارات

في السياق ذاته، أعلن المكتب الوطني للمطارات في المغرب عن تسجيل اضطرابات واضحة في أنظمة التسجيل بالمطارات، مرجعًا السبب إلى الانقطاع الواسع للكهرباء في شبه الجزيرة الإيبيرية.

وأكد المكتب في بيان رسمي على استمرارية حركة المطارات، معتمدًا في ذلك على الآليات اليدوية لضمان الحد الأدنى من انسيابية العمليات الجوية. ودعا المكتب المسافرين إلى التواصل مع شركات الطيران قبل التوجه إلى المطار، تجنبًا لأي مفاجآت محتملة في جدول الرحلات أو إجراءات التسجيل.

الجزائر تتحرك احترازيًا وتطمئن مستخدمي الإنترنت

وفي الجزائر، ورغم عدم تعرض البلاد مباشرة لانقطاع في التيار الكهربائي، فإن وزارة البريد والمواصلات السلكية واللاسلكية أصدرت تحذيرًا من احتمال حدوث اضطرابات في خدمات الإنترنت خلال الساعات التالية للحادث الأوروبي.

وأكدت الوزارة أنها اتخذت تدابير وقائية لضمان استمرار الخدمات لأطول فترة ممكنة، مع التشديد على متابعة التطورات والتنسيق مع الشركاء الأوروبيين لتقدير حجم التأثير الفعلي على الشبكات المحلية.

خلل كهربائي واسع يشل الاتصالات في أوروبا

وكانت إسبانيا والبرتغال قد شهدتا ظهر الإثنين انقطاعًا مفاجئًا للتيار الكهربائي على نطاق واسع، أدى إلى توقف شبكات الاتصالات والإنترنت، بالإضافة إلى تعطل حركة القطارات في بعض المناطق. وتكثف الحكومة الإسبانية تحقيقاتها لتحديد الأسباب الدقيقة لهذا العطل، الذي وصفته وسائل الإعلام المحلية بأنه “الأكبر منذ سنوات”.

في المقابل، أصدرت شركة الكهرباء البرتغالية بيانًا أكدت فيه أن الانقطاع شمل كافة أنحاء شبه الجزيرة الإيبيرية، وأنه وقع في حدود منتصف النهار بالتوقيت المحلي.

ظاهرة متكررة عالميًا: من أوروبا إلى أمريكا الجنوبية

ورغم ضخامة الحادث، فإنه ليس الأول من نوعه، إذ شهدت مناطق متعددة في العالم خلال السنوات الماضية حالات مشابهة لانقطاع الكهرباء بشكل واسع. ففي سبتمبر 2023، غرقت تونس في ظلام دامس إثر خلل كهربائي كبير. كما تأثرت سريلانكا في أغسطس 2020، وتعرضت الأرجنتين وأوروغواي لانقطاع شامل في يونيو 2019. أما أوروبا فقد شهدت في نوفمبر 2006 انقطاعًا تسبب في حرمان عشرة ملايين شخص من الكهرباء لمدة ساعة في ست دول أوروبية، نتيجة خلل في شبكة الطاقة الألمانية.

انكشاف هشاشة البنية التحتية العابرة للحدود

تعكس هذه الحوادث المتكررة هشاشة الترابط بين الشبكات الكهربائية والإلكترونية عبر الدول، خصوصًا في مناطق تعتمد على التوصيل العابر للحدود في نقل الطاقة والبيانات. ويرى محللون أن تعزيز البنية التحتية الوطنية ورفع القدرة على التشغيل المستقل في أوقات الأزمات بات ضرورة إستراتيجية، لا سيما للدول التي تعتمد على شراكات تقنية واتصالية مع جيرانها الأوروبيين.