دولى

تصاعد التوتر بين الهند وباكستان ينذر بكارثة اقتصادية

هجوم كشمير يُفجّر أزمة إقليمية تُهدد استقرار جنوب آسيا

ليبيا 24

في الثاني والعشرين من أبريل 2025، هزّ الشطر الهندي من كشمير هجوم مسلح استهدف مجموعة من السائحين، ما أسفر عن سقوط ضحايا مدنيين، ووصفته السلطات الهندية بأنه الأشد دموية منذ أعوام. هذا الحادث أعاد للأذهان ذكريات المواجهات الدموية السابقة بين الجارتين النوويتين، الهند وباكستان، وأطلق موجة من التوترات السياسية والعسكرية، سرعان ما انعكست سلبًا على الأوضاع الاقتصادية في جنوب آسيا.

تدهور العلاقات التجارية

الآثار الاقتصادية لهذا التصعيد ظهرت سريعًا على العلاقات التجارية المتوترة أصلًا بين البلدين. عقب حادثة باهالجام، أعلن اتحاد تجار عموم الهند مقاطعة شاملة للتجارة مع باكستان، وهو ما يمثل ضربة قوية لحجم المبادلات التجارية التي تراجعت أصلًا منذ حادثة بلواما في 2019. وقد بلغ حجم التجارة الثنائية بين البلدين 3 مليارات دولار عام 2018، لكنه انخفض إلى 1.2 مليار دولار في 2024، وقد يتلاشى تمامًا إذا اندلعت الحرب.

من ناحية أخرى، قد تخسر الهند أكثر من 1.7 مليار دولار سنويًا نتيجة توقف استخدام الأراضي الباكستانية كمسارات تجارية نحو أفغانستان وآسيا الوسطى، إضافة إلى خسائر محتملة من صادراتها إلى باكستان التي تمثل 0.03% من ناتجها المحلي.

ضربة للسياحة وموسم الذروة

الهجوم المسلح تزامن مع موسم الذروة السياحي، ما دفع آلاف السائحين إلى إلغاء حجوزاتهم، خاصة في منطقة باهالجام. التقارير أشارت إلى نسبة إلغاء فاقت 85% خلال أسبوع واحد. السياحة في الهند تُمثل أحد أعمدة الاقتصاد، حيث سجلت في 2023 نحو 2.5 مليار زيارة محلية وقرابة 19 مليون زيارة دولية، بإيرادات تجاوزت تريليوني روبية. أي اضطراب أمني واسع النطاق من شأنه أن يُقوّض هذا القطاع الحيوي.

الاستثمار تحت تهديد القلق

التوتر بين القوتين النوويتين لم يمر مرور الكرام على المستثمرين. فقد شهدت الأسواق المالية في كلا البلدين تقلبات حادة، حيث تراجع مؤشر بورصة بومباي بشكل لافت، وتكبدت بورصة كراتشي خسائر تجاوزت 1.8% خلال يومين فقط من الهجوم. الأوضاع الراهنة تشير إلى أن أي تصعيد عسكري سيُفضي إلى انسحاب رؤوس الأموال الأجنبية، ما سيؤثر سلبًا على معدلات النمو والاستقرار المالي.

سيناريوهات محتملة… من الاشتباكات المحدودة إلى الكارثة

تشير التقديرات إلى وجود ثلاثة سيناريوهات محتملة في حال استمرار التصعيد. الأول يتضمن اشتباكات محدودة قد تُكلّف الهند نحو 10 مليارات دولار وباكستان 5 مليارات، دون تأثير عالمي كبير. السيناريو الثاني يتضمن اجتياحات برية، ما قد يرفع حجم الخسائر إلى 250 مليار دولار للهند، و100 مليار لباكستان، مع انهيارات متوقعة في بورصات البلدين.

أما السيناريو الثالث، وهو الأسوأ، فيتعلق بتبادل ضربات نووية. ورغم صعوبة تحققه بسبب التوازن الرادع، فإن حدوثه سيعني انهيارًا كاملًا للبنية الاقتصادية في البلدين، إضافة إلى موجات لجوء ومجاعات وانهيارات مالية قد تشمل مناطق واسعة من آسيا.

دعوات للتهدئة… ومخاوف عالمية المجتمع الدولي يراقب بقلق بالغ تطورات الأزمة. الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي دعوا إلى ضبط النفس، مؤكدين على أهمية استقرار جنوب آسيا التي تُعد مركزًا مهمًا في شبكات التوريد العالمية وممرات الطاقة. ومع استمرار التصعيد، تزداد الحاجة إلى حلول دبلوماسية فورية تمنع تحوّل التوتر إلى صدام شامل ستكون تبعاته كارثية على الجميع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى