خطاب الكراهية يهدد المجتمعات ويقود لجرائم ضد الإنسانية
الأمم المتحدة تحذر من مخاطر التلاعب بالخطاب العام سياسيًا

ليبيا 24
الأمم المتحدة تحذر من تصاعد خطاب الكراهية وخطورته على المجتمعات
تصاعد اللهجة التحذيرية من خطاب الكراهية
حذّرت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان صادر اليوم الثلاثاء، من تنامي خطر خطاب الكراهية، معتبرةً أن هذا النوع من الخطابات كان في كثير من الحالات التاريخية سببًا مباشرًا لنشوء حروب وأعمال عنف جماعية، وصولًا إلى جرائم ضد الإنسانية مثل الإبادة الجماعية.
ووصفت البعثة الأممية خطاب الكراهية بأنه “متعدد الأشكال” وشديد الخطورة، مشيرةً إلى أن بعض السياسيين قد يستخدمون الخطاب العام كأداة سياسية بهدف تحقيق مصالح ضيقة، ما يؤدي إلى تفاقم الانقسامات الاجتماعية وتأجيج مشاعر التمييز والعنف.
تسليح الخطاب العام وتحويله إلى أداة صراع
وأوضحت البعثة أن تسليح الخطاب العام وتوجيهه بشكل ممنهج لخدمة أغراض سياسية ليس بالأمر الجديد، غير أن خطورته تكمن في أنه يفتح الباب أمام موجات تحقير وتمييز قد تتوسع لتشمل عنفًا ممنهجًا واسع النطاق. وأضافت: “المعلومات المضللة وخطاب الكراهية يعملان معًا على خلق بيئة مشبعة بالتحريض، تُهدد النسيج الاجتماعي لأي دولة”.
توضيح الفرق بين حرية التعبير وخطاب الكراهية
في منشور توعوي نشرته البعثة في وقت سابق من الشهر الجاري، أكدت أن خطاب الكراهية يجب ألا يُفهم على أنه مجرد تعبير عن الرأي. بل إنه يشمل كل أشكال التواصل – سواء كانت شفهية أو كتابية أو حتى سلوكية – التي تهاجم الآخرين على أساس الانتماء الديني أو العرقي أو الجنسي أو القومي أو غيرها من الخصائص المحمية.
وأضافت: “حرية التعبير تظل حقًا أساسيًا ومكفولًا وفق المعايير الدولية، لكنها لا تشمل بأي حال من الأحوال التحريض على الكراهية أو العنف أو التمييز. هذه الأفعال مرفوضة تمامًا قانونًا وعرفًا ودينًا”.
التبليغ واجب ومسؤولية
حثّت البعثة الأفراد على تحمل مسؤولياتهم عند مواجهة أي تعليقات أو منشورات مسيئة أو تحمل كراهية، مؤكدةً أن الإبلاغ عن مثل هذه المحتويات هو خطوة أساسية في كسر دائرة العنف والتفرقة. كما شددت على أهمية التوعية المجتمعية ومشاركة المعلومات الصحيحة لتقويض حملات التضليل وخطاب الكراهية.
واختتم البيان بدعوة جميع الأطراف الليبية، سواء كانوا أفرادًا أو مؤسسات، إلى تبني خطاب جامع يعزز من قيم التعايش والتسامح، بدلًا من الانجرار إلى حملات الكراهية والاستقطاب السياسي والاجتماعي، لما في ذلك من تهديد حقيقي لمستقبل السلام والاستقرار في البلاد.