ليبيا

قزيط: تفاجأت بدعوة تكالة لتشكيل لجنة انتخابات

قزيط: فريق تكالة يرفض الحوار وكأننا خصوم سياسيون

ليبيا 24

في أول تعليق رسمي له على الدعوة التي أطلقها محمد تكالة لتشكيل لجنة مشتركة من أعضاء المجلس الأعلى للدولة تمهيدًا لإجراء انتخابات مبكرة لرئاسة المجلس، أعرب عضو المجلس بلقاسم قزيط عن دهشته الشديدة مما اعتبره “تحركًا مفاجئًا وغير منسجم مع الواقع القائم داخل المجلس”، مشيرًا إلى أن الفريق المؤيد لتكالة لطالما رفض أي تواصل أو حوار في الفترات الماضية.

وقال قزيط في تصريح صحفي رصدته ليبيا 24 : “لقد تفاجأت جدًا بدعوة تكالة لتشكيل لجنة مشتركة بشأن انتخابات رئاسة المجلس، في حين أن هذا الفريق الذي ينتمي إليه رفض مسبقًا حتى مجرد الجلوس معنا، وكأننا أعداء لا خصوم سياسيين.”

غياب النية الحقيقية للتوافق

وأشار قزيط إلى أن البعثة الأممية للأمم المتحدة كانت قد بادرت سابقًا بتشكيل لجنتين من جناحي المجلس الأعلى للدولة من أجل تقريب وجهات النظر، غير أن المبادرة قوبلت برفض تام من الفريق المؤيد لتكالة، قائلاً: “التقينا نحن، كمجموعة معارضة لنهج تكالة، مع البعثة في أكثر من مناسبة، بينما الطرف الآخر رفض تمامًا أي تفاوض أو حوار بأي شكل من الأشكال، مما يعكس غيابًا للنية الحقيقية في التوافق.”

دعوة غير ناضجة سياسيًا

ورغم ترحيبه المبدئي بأي دعوة للحوار أو إعادة ترتيب البيت الداخلي للمجلس الأعلى للدولة، إلا أن قزيط عبّر عن تحفظه على طريقة طرح الدعوة وتوقيتها، معتبرًا أن الخطوة كانت لتكون أكثر إيجابية لو جاءت بناءً على مبادرة جماعية من أعضاء المجلس قبل أشهر، أو عن طريق وساطة رسمية من البعثة الأممية.

وقال في هذا السياق: “سنتعامل بإيجابية مع الدعوة رغم الملابسات التي رافقتها، لكن من المهم التأكيد أن أي مسار إصلاحي حقيقي يجب أن يقوم على قواعد التوافق لا الإملاء.”

ضرورة إشراك الجميع والعودة للمسار السياسي

وأكد قزيط أن معالجة أزمة الانقسام داخل المجلس الأعلى للدولة تتطلب رؤية شاملة تراعي مصالح جميع الأطراف، وأن الحل لا يكمن فقط في إعادة انتخاب مكتب رئاسة المجلس، بل في وضع أسس للحوار السياسي المستدام، مشددًا على أن التغيير الشكلي في الهياكل دون تفاهم فعلي سيؤدي إلى تعميق الانقسام بدل حله.

واختتم حديثه بالقول: “ندعو إلى عملية حوار حقيقية تشمل كل الأطراف السياسية داخل المجلس، بعيدًا عن منطق المغالبة. ما نحتاجه الآن هو إرادة توافقية وليس تحركات انفرادية قد تساهم في تأزيم المشهد بدل إصلاحه.”

وتأتي تصريحات قزيط في وقت يشهد فيه المجلس الأعلى للدولة انقسامًا حادًا بين جناحين؛ أحدهما يدعم محمد تكالة، والآخر يقف إلى جانب خالد المشري، وذلك منذ الانتخابات التي جرت في أغسطس 2024 والتي أفرزت خلافًا قانونيًا وسياسيًا لم تُحل تبعاته حتى الآن.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى