ليبيا تتصدر عربياً بشبكة أنابيب نفط بطول 9 آلاف كلم
ليبيا في صدارة الدول العربية بأنابيب النفط العالمية

ليبيا 24
ليبيا في صدارة الدول العربية بخطوط أنابيب النفط
ريادة عربية وموقع عالمي متقدم
كشفت بيانات صادرة عن وحدة أبحاث الطاقة، مقرها واشنطن، أن ليبيا تتصدر الدول العربية من حيث طول شبكة خطوط أنابيب نقل النفط قيد التشغيل، بمجموع يصل إلى 9 آلاف كيلومتر، لتحتل المركز السابع عالميًا. ويأتي هذا التصنيف في وقت تتعاظم فيه أهمية البنية التحتية النفطية في تحديد مراكز النفوذ الجيوسياسي، وتأمين تدفقات الطاقة حول العالم.
ووفقًا للتقرير المستند إلى قاعدة بيانات “غلوبال إنرجي مونيتور”، فإن إجمالي طول خطوط أنابيب النفط في العالم بلغ حتى نهاية 2024 نحو 345.12 ألف كيلومتر، منها 82% تتركز في 15 دولة فقط، من بينها أربع دول عربية كان أبرزها ليبيا، متقدمة على السعودية والجزائر والعراق.
تفوق إقليمي يعزز النفوذ الليبي
تفوق ليبيا في هذا المؤشر يعكس حجم الاستثمارات التي ضُخت على مدار عقود في قطاع الطاقة، حتى في ظل الظروف السياسية المعقدة التي شهدتها البلاد بعد 2011. كما أن هذه الشبكة الممتدة تُمكّن ليبيا من التحكم في حركة النفط داخليًا وتسهيل نقله من الحقول إلى موانئ التصدير، ما يساهم في استقرار الإيرادات العامة رغم التحديات الأمنية.
تأتي الجزائر في المرتبة الثانية عربيًا بطول خطوط يبلغ 4.9 ألف كيلومتر، فيما تمتلك السعودية –رغم مكانتها كأحد أكبر منتجي النفط عالميًا– شبكة بطول 4.6 ألف كيلومتر فقط. أما العراق، والذي ينتج أكثر من 4 ملايين برميل يوميًا، فتمتد شبكته إلى 8.3 ألف كيلومتر، ويواجه تحديات لوجستية وتصديرية تسعى بغداد إلى معالجتها.
أهمية استراتيجية لخطوط الأنابيب
تُعد خطوط أنابيب النفط من أهم مقومات البنية التحتية لأي اقتصاد يعتمد على صادرات الطاقة. فإلى جانب كونها وسيلة نقل آمنة وسريعة، فإنها تُمثّل عنصرًا حاسمًا في المعادلات السياسية والاقتصادية الإقليمية. في الحالة الليبية، تُشكّل هذه الخطوط أداة تفاوضية في علاقاتها الدولية، إضافة إلى دورها في تأمين إمدادات الطاقة للأسواق الأوروبية التي تبحث عن بدائل للنفط الروسي.
كما ترتبط العديد من خطوط النفط الليبية بموانئ رئيسية مثل الزويتينة والبريقة والسدرة، ما يُسهّل عمليات الشحن البحري ويُقلّص التكاليف اللوجستية. ويؤكد خبراء في قطاع الطاقة أن هذه البنية، إذا ما أُعيد تأهيلها بالكامل وتشغيلها بكفاءة، قد تضع ليبيا في مصاف الدول القادرة على لعب دور محوري في سوق النفط العالمية.
آفاق مستقبلية… وفرص قائمة
ورغم الصراعات السياسية والتدخلات الأجنبية التي تؤثر على استقرار الإنتاج، فإن ليبيا تمتلك فرصة نادرة لإعادة تموضعها في سوق الطاقة الدولية، لا سيما في ظل احتياطي يقدّر بنحو 48 مليار برميل. ويُنتظر أن تُسهم الاستثمارات الأجنبية في تطوير الحقول والبنية التحتية في رفع الطاقة الإنتاجية والتصديرية، ما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني وميزانية الدولة.
إن ريادة ليبيا عربيًا في خطوط أنابيب النفط ليست مجرد رقم، بل هي انعكاس لثقل اقتصادي وإمكانات قابلة للاستثمار، في حال تهيأت البيئة السياسية والأمنية لذلك.