كارثة إنسانية.. الجفاف يهدد ملايين الأطفال في القرن الأفريقي

أرقام صادمة كشف عنها تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) والذي أشار الى أن أكثر من 10 ملايين طفل في القرن الأفريقي يعانون من سوء التغذية الحاد بسبب أسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة منذ أربعة عقود، وسط تحذيرات من تداعيات غير مسبوقة على الصحة والتعليم والاستقرار الاجتماعي.

وحذر التقرير من أن عدد المتأثرين بالجفاف في الصومال وكينيا وإثيوبيا قد يتجاوز 25 مليون شخص بنهاية العام الحالي مع ارتفاع معدلات الهجرة الداخلية والنزوح القسري بحثاً عن الماء والغذاء. وأشار إلى أن 1.9 مليون طفل يحتاجون إلى علاج عاجل من سوء التغذية الحاد، بينما توقفت 15 ألف مدرسة عن العمل بسبب نقص الموارد.

من المجاعة إلى زواج القاصرات..تداعيات متعددة للجفاف

وأكدت اليونيسف أن الأزمة تتجاوز الجفاف المادي لتمتد إلى انهيار الأنظمة الصحية وارتفاع معدلات عمالة الأطفال وزواج القاصرات. ففي الصومال، سُجلت أكثر من 700 ألف حالة هجرة قسرية لأسر كاملة خلال عام 2024، بينما فقدت 60% من الأسر في إثيوبيا مصادر دخلها بسبب نفوق الماشية.

نداءات دولية لمواجهة الأزمة وتمويل محدود

وعلى الرغم من تحذيرات المنظمات الدولية، لم تتجاوز نسبة التمويل المقدم لمواجهة الأزمة 30% من الاحتياجات الفعلية ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة للدعوة إلى “تحرك عاجل” لتجنب تكرار سيناريو مجاعة 2011 التي أودت بحياة 260 ألف شخص في الصومال بينما حذرت المديرة الإقليمية كاثرين راسل من أن “كل دقيقة تأخير تعني فقدان أرواح جديدة”.

هذا وطالب خبراء بتبني استراتيجيات طويلة الأجل، مثل تعزيز البنية التحتية للمياه وبرامج التكيف مع التغير المناخي. لكن التحديات السياسية والأمنية، خاصة في الصومال ومناطق النزاع في إثيوبيا، تُعيق تنفيذ المشاريع. بينما تُعلق الأسر النازحة آمالها على موسم الأمطار المقبل، الذي تتنبأ التقارير المناخية بأنه قد يكون “أضعف من المتوسط”.