
وسط تصاعد التوترات في العاصمة الليبية طرابلس اعلنت تونس عن استعدادها لاستضافة حوار ليبي – ليبي تحت مظلة الأمم المتحدة..
وخلال القمة العربية الرابعة والثلاثين في بغداد دعت تونس إلى “التهدئة وتغليب العقل” .
دور تونسي تاريخي كوسيطٍ محايد في الأزمة الليبية
وتمثل هذه المبادرة امتدادًا لدور تونس التاريخي كوسيطٍ محايد في الأزمة الليبية، إذ سبق أن استضافت “منتدى الحوار السياسي الليبي” عام 2020 تحت إشراف الأمم المتحدة. وتستند رؤية تونس إلى مبدأ “الحل من الداخل”، عبر تفعيل حوارٍ ليبي خالص بعيدًا عن التدخلات الإقليمية أو العسكرية.
أوراق القوة التونسية
وكشف وزير الخارجية التونسي الأسبق، أحمد ونيس، أن تونس تمتلك ثلاث ميزاتٍ تجعلها مؤهلةً للوساطة لعل أبرزها ثقة الأطراف الليبية بسبب حيادها وعدم انحيازها لأجندات خارجية الى جانب الروابط الاجتماعية الوثيقة بين الشعبين، حيث تُعد تونس ملاذًا آمنًا للعديد من الليبيين فضلا عن البُعد الاقتصادي، إذ يعتمد جنوب تونس على الاستقرار الليبي لضمان حركة التجارة العابرة للحدود.
ورغم التفاؤل بالمبادرة، يرى محللون مثل محمد ذويب أن الأزمة الليبية “أعقد من أن تُحل بحوارٍ وحيد”، مشيرًا إلى تشظي الميليشيات والانقسامات الجهوية العميقة. كما أن غياب إرادة دولية موحدة لدفع الحل السياسي يُعقّد المشهد.
وتُعد المبادرة التونسية خطوةً وقائيةً لاحتواء تبعات الأزمة الليبية على المنطقة. لكن نجاحها مرهونٌ بتوافقٍ ليبي داخلي ودعمٍ أممي جاد، في ظلّ واقعٍ يثبت أن السلاح لا يزال له الكلمة العليا في ليبيا.



