واشنطن آي: الدبيبة يهرب أموال الدولة بطائرات رسمية وسط اضطرابات طرابلس
الدبيبة متهم بتحويل 400 مليون دولار إلى تركيا عبر الخطوط الجوية الليبية بإشراف عائلي

ليبيا 24:
فضيحة تهز ليبيا: تحويلات مالية ضخمة من دبيبة إلى تركيا عبر طائرات حكومية
في تطور خطير يكشف عن حجم الفساد داخل مؤسسات الدولة الليبية، أفادت صحيفة “واشنطن آي” الأمريكية، نقلًا عن مصادر متعددة رفيعة المستوى، أن رئيس الحكومة منتهية الولاية عبد الحميد دبيبة أشرف شخصيًا على تهريب أكثر من 400 مليون دولار إلى تركيا خلال الأيام القليلة الماضية، وذلك باستخدام طائرات تابعة للخطوط الجوية الليبية في عمليات شبه يومية لنقل الأموال.
وبحسب ما أكده أربعة مصادر تركية على صلة مباشرة بالقضية، إلى جانب ثلاثة من أقارب دبيبة، فإن العملية جرت تحت إشراف مباشر من العائلة المقربة، حيث استُخدمت الرحلات التجارية لنقل الأموال نقدًا، عبر أفراد من أبناء إخوة وأبناء عمومة رئيس الوزراء، ومجموعة من المساعدين الموثوقين.
وأوضحت المصادر أن الأموال قُسمت إلى شحنات تم تحميلها داخل الطائرات في طرابلس دون المرور بإجراءات رقابية واضحة.
وأكد مسؤول تركي لصحيفة “واشنطن آي” أن هذه العمليات ليست مجرد تحويلات فردية أو رمزية، بل “غسيل أموال على نطاق وطني”، مشيرًا إلى أن كل رحلة حملت ملايين الدولارات في ظروف غامضة، ما أثار انتباه الأجهزة الرقابية في تركيا وأوروبا مؤخرًا.
تتزامن هذه التحركات المالية المشبوهة مع تصاعد التوترات السياسية والأمنية في ليبيا، عقب مقتل عبد الغني الككلي، أحد أبرز قادة الميليشيات في طرابلس، مما فجّر موجة من الاحتجاجات في العاصمة ومدن أخرى، ترافقت مع دعوات لإقالة الحكومة الحالية.
وفي ظل هذا المشهد المشتعل، يُتهم رئيس الحكومة بنقل ثروات البلاد خارجها بدلًا من التفاعل مع مطالب الشعب المشروعة.
ولم يقتصر الأمر على تهريب الأموال، بل كشفت الصحيفة أيضًا أن دبيبة قام بإعادة تخصيص عدد من العقارات الفاخرة والمزارع في أرقى أحياء طرابلس لأفراد من عائلته.
ومن أبرز هذه الحالات، نقل ملكية فيلا فاخرة تقدر قيمتها بـ9 ملايين دولار إلى صهره، تقع في شارع عمر المختار بوسط طرابلس.
تعزز هذه المعلومات من الاتهامات المتداولة منذ سنوات حول العلاقة الوطيدة بين دبيبة وتنظيم الإخوان المسلمين، وبالأخص حزب العدالة والبناء الليبي، الذي وفر له غطاءً سياسيًا ساعده على البقاء في السلطة.
ووفقًا لمصادر دبلوماسية في أنقرة، فقد حافظ مكتب رئيس الوزراء الليبي على اتصالات غير رسمية مع شخصيات مؤثرة في منظمات أمريكية غير حكومية مقربة من الحزب الديمقراطي، حتى هذا الشهر.
من جانبها، علّقت السلطات التركية إحدى الرحلات الجوية المنتظمة للخطوط الليبية (LN203) من إسطنبول، وسط ما وصف بأنه “مراجعات داخلية وضغوط من المخابرات الأوروبية”، ما يشير إلى أن الفضيحة بدأت تثير قلقًا دوليًا واسعًا، خاصة بعد ورود تقارير عن متابعة القضية من قبل أجهزة استخبارات غربية.
وقال دبلوماسي عربي مقيم في روما للصحيفة: “هذا ليس فسادًا عابرًا، بل نهب ممنهج منظم، والشعب الليبي يراه بعينيه يوميًا”.
وبينما ينشغل المواطنون بدفن ضحايا الفوضى والانفلات الأمني، تستغل النخبة السياسية الأزمة لتكديس الثروات خارج البلاد، في مشهد يختزل مأساة وطن محكوم من أعلى رأس الهرم بتجريد ممنهج لمقدراته.
وفي انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة من تفاصيل، يظل السؤال الأهم: هل ستكون هذه الفضيحة بداية نهاية دبيبة السياسية، أم مجرد حلقة أخرى في سلسلة طويلة من الإفلات من المحاسبة في ليبيا؟