ليبيا

هيومن رايتس ووتش: خطر تجدد القتال في طرابلس لا يزال قائمًا بقوة

الجماعات المسلحة تستخف بالمدنيين وتعمّق الأزمة الليبية

ليبيا 24

أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش أن المعارك الأخيرة في العاصمة الليبية طرابلس تعكس مستوى خطيرًا من الانفلات الأمني والاستخفاف بحياة المدنيين.

وأوضحت حنان صلاح، المديرة المشاركة لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة، في تصريحات طالعتها “ليبيا 24” أن الجماعات المسلحة أظهرت تهورًا كبيرًا في عملياتها، حيث اتُخذت مناطق سكنية كمواقع للاشتباك، ما شكّل تهديدًا مباشرًا لأرواح المدنيين وممتلكاتهم.

صلاح أضافت أن هذا السلوك يعكس واقعًا مؤلمًا في ليبيا، حيث تُستخدم الأحياء المدنية كوقود لصراعات داخلية بين مجموعات مسلحة تسعى إلى فرض نفوذها، دون اعتبار للقانون الإنساني الدولي أو لحياة الأبرياء. وحذّرت من أن خطر تجدّد القتال لا يزال واردًا، بل مرجّحًا، في ظل غياب أي خطوات جادة لمعالجة الأسباب الجذرية للأزمة، وعلى رأسها انتشار الميليشيات المسلحة، وضعف الدولة، وانعدام آليات المحاسبة القضائية.

المنظمة شددت على أن استمرار غياب المساءلة يشجّع على تكرار الانتهاكات، ما يطيل أمد المعاناة الإنسانية. كما دعت المجتمع الدولي والسلطات الليبية إلى العمل بشكل عاجل لاحتواء الوضع، وتقديم المسؤولين عن انتهاك حقوق المدنيين إلى العدالة، مشيرة إلى أن الاستقرار الدائم لا يمكن أن يتحقق دون بناء مؤسسات أمنية وقضائية قوية ومستقلة.

وختمت صلاح بدعوة إلى إنهاء ثقافة الإفلات من العقاب، قائلة إن حماية المدنيين يجب أن تكون أولوية مطلقة في أي تسوية سياسية أو أمنية مستقبلية في ليبيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى