الكونغو الديمقراطية وليبيريا إلى مجلس الأمن
تعزيز للحضور الأفريقي في صناعة القرار الدولي

في خطوة تعكس تصاعد الحضور الأفريقي داخل منظومة الأمم المتحدة، انتخبت الجمعية العامة كلًا من جمهورية الكونغو الديمقراطية وليبيريا كعضوين غير دائمين في مجلس الأمن الدولي لفترة تمتد لعامين، تبدأ في يناير 2026. وتنضم الدولتان إلى البحرين وكولومبيا ولاتفيا، ليحلّوا محل خمس دول تنتهي عضويتها في نهاية 2025.
دعم واسع واعتراف دولي رغم غياب المنافسة
حصلت الكونغو الديمقراطية على 183 صوتًا، فيما نالت ليبيريا 181 صوتًا من أصل 193، رغم غياب المنافسة في المجموعات الإقليمية التي ينتمي إليها كل منهما. وتحل الدولتان محل الجزائر وسيراليون في المقاعد المخصصة للقارة الأفريقية، في إطار نظام التوزيع الجغرافي لمقاعد مجلس الأمن.
الكونغو الديمقراطية: صوت لصراعات القارة والتنمية المستدامة
تمثل عضوية الكونغو الديمقراطية، بما تحمله من ثقل جغرافي وبشري، فرصة لإبراز قضايا القارة السمراء، خاصة تلك المرتبطة بالنزاعات المسلحة وتغير المناخ والتنمية المستدامة. ورغم التحديات الأمنية المزمنة التي تواجهها البلاد، خصوصًا في شرقها، فإن انتخابها يُعد بمثابة اعتراف بدورها الإقليمي وقدرتها على المساهمة في السلم والأمن الدوليين.
ويرجح مراقبون أن تسعى كينشاسا إلى طرح مقاربة جديدة لحل النزاعات في منطقة البحيرات الكبرى، مع تسليط الضوء على استغلال الثروات الطبيعية الأفريقية كعامل مؤجج للصراعات.
ليبيريا: عودة إلى الساحة الدولية بعد عقود من الحروب الأهلية
أما ليبيريا، التي شهدت تحولات سياسية بعد عقود من الحروب الأهلية، فترى في عضويتها بمجلس الأمن فرصة لترسيخ مكانتها كفاعل دبلوماسي في القارة. ومن المنتظر أن تدفع مونروفيا نحو تعزيز العدالة الانتقالية، ودعم عمليات حفظ السلام، وتمكين الدول الخارجة من الصراعات من بناء مؤسساتها.
مجلس الأمن: أهم مواقع التأثير داخل الأمم المتحدة
تُعد عضوية مجلس الأمن من أهم مواقع التأثير داخل الأمم المتحدة، كونه الهيئة الوحيدة المخولة باتخاذ قرارات ملزمة قانونيًا تشمل فرض العقوبات والإذن بالتدخل العسكري. ويتكون المجلس من خمسة أعضاء دائمين يتمتعون بحق النقض (الفيتو)، إلى جانب عشرة أعضاء غير دائمين يُنتخبون بالتناوب لفترات مدتها سنتان.
بانضمام الكونغو الديمقراطية وليبيريا، تعزز أفريقيا حضورها في واحدة من أبرز ساحات اتخاذ القرار الدولي، في وقت تزداد فيه الحاجة إلى صوت أفريقي قادر على طرح حلول مستدامة لقضايا القارة والعالم.