
طهران – ليبيا 24:
في تصعيد غير مسبوق للتوترات الإقليمية، شنت إسرائيل سلسلة من الهجمات العسكرية الواسعة على إيران، استهدفت عدة مواقع حيوية، من بينها منشآت رئيسية ضمن برنامجها النووي. وتعد هذه الهجمات من أخطر الضربات التي تتعرض لها البنية التحتية النووية الإيرانية منذ سنوات، مع ما تضمنته من عمليات نوعية طالت منشآت تحت الأرض، ومراكز أبحاث، بالإضافة إلى اغتيال عدد من العلماء النوويين البارزين.
أضرار بالغة في منشآت نطنز وأصفهان
أفاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، في إحاطة لمجلس الأمن الدولي، أن الهجوم الإسرائيلي ألحق دمارًا كبيرًا بالبنية التحتية في محطة نطنز، وهي المحطة الأكبر والأهم ضمن شبكة منشآت تخصيب اليورانيوم الإيرانية.
تم تدمير محطة الكهرباء الفرعية، والمباني المسؤولة عن إمدادات الطاقة الرئيسية والاحتياطية، مما أدى إلى انقطاع شامل للكهرباء عن قاعات التخصيب تحت الأرض. ورغم عدم وجود أدلة مؤكدة حتى الآن على تدمير مباشر لأجهزة الطرد المركزي، إلا أن الوكالة حذرت من أن “الانقطاع المفاجئ للكهرباء قد يكون ألحق ضررًا جسيمًا بها”.
كما تم تدمير محطة التخصيب التجريبية في نطنز بالكامل، وهي منشأة أصغر فوق سطح الأرض كانت تستخدم للبحث والتطوير، واحتوت على أجهزة طرد مركزي متقدمة لتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60%.
أما محطة فوردو، وهي الأعمق والأكثر تحصينًا وتقع تحت جبل، فلم تُسجل فيها أية أضرار مرئية بحسب صور الأقمار الصناعية التي راجعتها الوكالة.
ضربات على منشآت أصفهان وتكنولوجيا معدن اليورانيوم
شملت الهجمات أيضًا المجمع النووي في أصفهان، حيث أصيبت أربع منشآت، من بينها منشأة تحويل اليورانيوم – محطة حيوية لتحويل “الكعكة الصفراء” إلى الشكل القابل للتخصيب – بالإضافة إلى مراكز أبحاث تعمل على تطوير معدن اليورانيوم، وهو مكون أساسي في تصنيع نواة الأسلحة النووية.
وتمثل هذه الضربات ضربة مزدوجة لقدرة إيران على الاستمرار في تخصيب اليورانيوم على المدى القريب والمتوسط.
اغتيال علماء نوويين بارزين
في تطور خطير آخر، قُتل ما لا يقل عن 14 عالمًا نوويًا إيرانيًا، بعضهم عبر تفجير سيارات ملغمة، في عمليات اغتيال نُسبت إلى إسرائيل. وأعلنت القيادة العسكرية الإسرائيلية مسؤوليتها عن مقتل تسعة منهم، معتبرة أن “هؤلاء الأشخاص لعبوا دورًا محوريًا في السعي لامتلاك أسلحة نووية”.
ويثير هذا التحرك أسئلة جوهرية حول فقدان “المعرفة غير القابلة للاسترجاع”، رغم أن الخبراء الدوليين يصرون على أن التقدم الإيراني في هذا المجال لا يُمحى بسهولة بموت الأفراد أو تدمير المنشآت.
مخزون اليورانيوم وقلق متزايد
بحسب التقرير الفصلي للوكالة الدولية للطاقة الذرية الصادر في 31 مايو، فإن إيران تمتلك مخزونًا من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% يكفي – نظريًا – لإنتاج تسع قنابل نووية، في حال تم تخصيبه إلى المستوى العسكري (90%). كما تمتلك مخزونًا كافيًا لتصنيع المزيد من القنابل إذا تم تخصيب اليورانيوم الموجود بنسب منخفضة تدريجيًا.
وتحتفظ إيران بمعظم هذا المخزون تحت ختم الوكالة في منشآت أصفهان، إلا أن الوكالة لم تؤكد حتى الآن مدى تأثر هذه المواد بالهجمات الأخيرة.
رد فعل إيراني وتصعيد محتمل
ردًا على الهجمات، أبلغت إيران الأمم المتحدة أنها تعتبر ما حدث “عملاً عدوانيًا” واحتفظت لنفسها بحق الرد. كما يجري حاليًا في البرلمان الإيراني مناقشة مشروع قانون يتيح لإيران الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي (NPT)، على غرار ما فعلته كوريا الشمالية سابقًا، وهو تطور قد يقلب الموازين في المنطقة بالكامل.