حصيلة خامس أيام الحرب بين إيران وإسرائيل

دخل الصراع المستمر منذ خمسة أيام بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية الإيرانية مرحلة أكثر توتراً، بعد أن دعا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اليوم الثلاثاء إيران إلى “استسلام غير مشروط”، محذراً من أن “صبر الولايات المتحدة ينفد”، وذلك في منشورات متتالية عبر منصته “تروث سوشيال”.

ف

وقال ترامب إن مكان المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي “معروف”، لكنه أكد أن الولايات المتحدة لا تنوي “القضاء عليه… في الوقت الراهن”. تصريحاته المتضاربة أثارت المزيد من القلق، لا سيما مع تلميحاته إلى إمكانية إرسال مبعوثين أمريكيين للتفاوض، رغم تأكيده أن الأمر “لا علاقة له” بإبرام اتفاق إيراني-إسرائيلي.

في إسرائيل، حذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس من أن خامنئي قد يلقى مصير الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، الذي أُعدم بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003، واتهم إيران بارتكاب “جرائم حرب” إثر إطلاقها مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، من بينها 35 صاروخاً اخترقت الدفاعات الإسرائيلية.

ضربات متبادلة وتصعيد في العمق الإيراني

ميدانيا أعلنت تل أبيب أنها نفذت ضربات جوية استهدفت 12 موقعاً لإطلاق الصواريخ ومنشأة تخزين في العاصمة طهران، فيما أُفيد عن انفجارات قوية في طهران وأصفهان، وسط تقارير عن سيطرة إسرائيلية على المجال الجوي الإيراني.

في المقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استهدف مواقع تابعة للموساد ومديرية المخابرات العسكرية الإسرائيلية، بينما لا تزال إسرائيل تلتزم الصمت بشأن هذه الادعاءات.

ضربات دقيقة واغتيالات تقلب موازين القيادة الإيرانية

أكد الجيش الإسرائيلي أنه اغتال رئيس أركان الحرب الإيراني الجديد علي شادماني بعد أربعة أيام فقط من تعيينه، وذلك في إطار حملة مركزة استهدفت قادة عسكريين بارزين، مما خلّف فراغاً في الدائرة المقربة من خامنئي، بحسب مصادر مطلعة في طهران.

وأفادت وكالة أنباء فارس أن السلطات الإيرانية فرضت قيوداً على استخدام المسؤولين لأجهزة الاتصالات الشخصية، بسبب اختراقات أمنية خطيرة ترافقت مع “حرب إلكترونية إسرائيلية” شلّت البنية التحتية الرقمية الإيرانية.

التخصيب النووي في قلب الأزمة

يأتي هذا بينما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن منشأة نطنز النووية الإيرانية تعرضت لأضرار مباشرة، في حين لم يُبلّغ عن تغييرات في موقعي فوردو وأصفهان. وكانت إسرائيل قد بدأت هجومها الواسع بزعم أن إيران على وشك تطوير سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران التي تؤكد التزامها بمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية.

لكن منشأة فوردو النووية الواقعة داخل جبل، تبقى محصنة نسبياً، وهو ما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي للقول إن “هذه المشكلة ستُحل بالطبع”، ملمحاً إلى إمكانية اللجوء لدعم أمريكي مباشر.

الولايات المتحدة تعزز وجودها العسكري وتدرس خياراتها

في السياق كشف مسؤولون أمريكيون عن نشر مزيد من الطائرات المقاتلة في الشرق الأوسط، في وقت اجتمع فيه ترامب مع مجلس الأمن القومي لمدة 90 دقيقة لدراسة الخيارات المتاحة. وقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث إن الخطوات الأمريكية “دفاعية”، وتتركز على حماية إسرائيل وإسقاط الصواريخ الإيرانية.

بلغ عدد القتلى في إيران 224 شخصاً معظمهم من المدنيين، بحسب مصادر رسمية إيرانية، فيما أعلنت إسرائيل مقتل 24 شخصاً. الأرقام مرشحة للارتفاع مع تواصل القصف المتبادل وتصاعد وتيرة الهجمات الجوية والاختراقات السيبرانية.