دولىعربى

انطلاق القمة الـ17 الأمريكية الأفريقية للأعمال بأنجولا

تناقش قضايا تشمل المعادن والطاقة والبنية التحتية

افتتحت في العاصمة الأنجولية لواندا فعاليات القمة الـ17 الأميركية الأفريقية للأعمال، في أول مرة تستضيف فيها أنجولا هذا الحدث البارز، وسط حضور أكثر من 1500 شخصية من كبار المسؤولين وصناع القرار، بينهم رؤساء دول وحكومات أفريقية، وممثلون عن الإدارة الأميركية، في ظل تحديات جيوسياسية دولية متصاعدة.

وشهدت القمة مشاركة بارزة لكل من الرئيس الجابوني بريس أوليجي أنجيما، والرئيس الكونجولي فيليكس تشيسيكيدي، ورئيس وزراء مدغشقر كريستيان نتساي، إضافة إلى شخصيات اقتصادية ودبلوماسية بارزة.

وتركز القمة على قضايا استراتيجية تشمل المعادن والطاقة والبنية التحتية والتبادل التجاري، في وقت تسعى فيه أنغولا إلى تعزيز موقعها كمركز اقتصادي إقليمي قادر على جذب الاستثمارات وتوسيع نفوذها في أفريقيا.

انشغال الولايات المتحدة بملفات خارجية معقدة

وتأتي هذه القمة في ظل انشغال الولايات المتحدة بملفات خارجية معقدة، أبرزها التوترات المتصاعدة مع إيران، ما يثير تساؤلات حول مدى التزام واشنطن بتعزيز حضورها في القارة الأفريقية، خاصة بعد سنوات من السياسات المتذبذبة تجاه القارة خلال إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب.

ويُنظر إلى القمة بوصفها خطوة لإعادة تموضع الولايات المتحدة في أفريقيا، من خلال التحول من سياسة المساعدات التنموية إلى نماذج الشراكة التجارية والاستثمارية.

مشروع “ممر لوبيتو” السككي يتصدر جدول أعمال القمة

ويتصدّر مشروع “ممر لوبيتو” السككي جدول أعمال القمة، وهو مشروع يربط أنجولا بجمهورية الكونجو الديمقراطية، ويُعد مسارا حيويا لنقل المعادن وربط موانئ غرب أفريقيا بعمقها الإستراتيجي. ويحظى المشروع بدعم مباشر من واشنطن، التي تسعى لضخ استثمارات إضافية لرفع كفاءته وتعزيز دوره في التنافس الاقتصادي الإقليمي.

وفي هذا السياق، من المرتقب أن يعقد الرئيس الكونجولي فيليكس تشيسيكيدي اجتماعًا مع مسعد بولس، مستشار البيت الأبيض لشؤون أفريقيا، لمناقشة تطورات ممر لوبيتو وسبل تعزيزه.

كما تشهد القمة نقاشات حول مستقبل اتفاقية النمو والفرص الأفريقية (أجوا)، والتي من المقرر أن تنتهي في سبتمبر 2025. وتُعد هذه الاتفاقية من ركائز التعاون التجاري الأميركي الأفريقي لأكثر من عقدين، لكن مصيرها لا يزال غامضًا وسط حديث عن تأجيل محتمل لمفاوضات تجديدها، في وقت تتصاعد فيه المنافسة مع الصين التي أعلنت مؤخرا إعفاء معظم صادرات الدول الأفريقية من الرسوم الجمركية، ما يزيد الضغط على واشنطن لتحديث استراتيجيتها في القارة.

وتُعد القمة منصة مهمة لرسم ملامح مستقبل العلاقات الاقتصادية الأميركية الأفريقية في ظل عالم تتزايد فيه الحاجة إلى شراكات متوازنة ومستقرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى