قمة عالمية حاسمة لإنقاذ أهداف التنمية المستدامة
جوتيريش: خطة 2030 للتنمية المستدامة في مهب الخطر
انطلقت في مدينة إشبيلية الإسبانية قمة عالمية تُعقد مرة كل عشر سنوات، بمشاركة أكثر من 50 من قادة دول العالم، وسط تصاعد الضغوط لتسريع التقدم في قضايا الحد من الفقر، ومكافحة تغير المناخ، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة التي بات خطر الفشل في تحقيقها واضحًا.
وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش من أن خطة 2030 للتنمية المستدامة – التي تمثل وعدًا عالميًا ببناء مستقبل أفضل وأكثر عدلاً – أصبحت في مهب الخطر، مشيرًا إلى أن “الهدف من هذه القمة هو إصلاح وتنشيط منظومة التعاون الدولي في ظل تلاشي الثقة وتوتر العلاقات متعددة الأطراف”.
وتنعقد القمة في وقت تواجه فيه منطقة جنوب أوروبا موجة حر شديد، ما يسلط الضوء على أحد التحديات البيئية الكبرى التي تحاول القمة معالجتها. وفي ظل تراجع المساعدات الإنمائية من الدول الغنية، أكد جوتيريش أن “وثيقة التزام إشبيلية” تمثل وعدًا عالميًا بإصلاح طريقة دعم الدول في مسيرتها نحو التنمية.
ثلثا أهداف التنمية المستدامة لم تُنفذ بعد
وبحسب الأمم المتحدة، فإن ثلثي أهداف التنمية المستدامة لم تُنفذ بعد، ويُقدّر أن هناك حاجة إلى أكثر من أربعة تريليونات دولار سنويًا لتمويل البرامج المطلوبة، إضافة إلى إصلاح عاجل للنظام المالي العالمي.
وشدد جوتيريش على ضرورة دعم الدول النامية في جهودها لجمع الضرائب وتعزيز الإنفاق التنموي، داعيًا إلى تسريع إصلاح بنوك التنمية متعددة الأطراف لزيادة قدرتها على الإقراض وجذب رؤوس الأموال الخاصة. كما طالب بإصلاح نظام التصنيف الائتماني ليصبح أكثر إنصافًا، وتمكين هذه الدول من الحصول على تمويل أقل تكلفة وإعادة هيكلة ديونها بشكل عادل وشفاف.
يُذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب غاب عن القمة، بعدما قررت الولايات المتحدة – صاحبة أكبر اقتصاد في العالم – الانسحاب منها ورفضت دعم خطة العمل التي وُضعت في العام الماضي، في موقف يعكس الانقسام الدولي بشأن سبل دعم التنمية العالمية.
وتأمل الأمم المتحدة أن تفضي القمة إلى تعهدات ملموسة وتوافقات دولية تعيد الزخم إلى خطة 2030 وتدفع العالم نحو مستقبل أكثر عدالة واستدامة.