اقتصادليبيا

التين في ليبيا.. انخفاض الإنتاج يرفع الأسعار إلى مستويات قياسية

أسواق بنغازي تشهد ارتفاعًا غير مسبوق في سعر فاكهة التين

ليبيا 24
سجّلت أسواق بنغازي وقُراها هذا الأسبوع ارتفاعًا غير مسبوق في سعر فاكهة التين، إذ بلغ الكيلو الواحد نحو 57 دينارًا، بحسب مسح ميداني أجرته ليبيا 24. يأتي ذلك بعد تداول مقاطع مصوّرة لبيع «قابية تين» (صندوق بنحو عشرة كيلوجرامات) في مزاد علني بغرب البلاد مقابل 570 دينارًا، ما حوّل المحصول من سلعة شعبية متاحة إلى منتج نادر مرتفع الثمن.

أسباب تراجع الإنتاج

يُرجع د. سالم الشطشاط، أستاذ البيئة النباتية بجامعة بنغازي، القفزة السعريّة إلى عاملين رئيسيين أولاهما فقدان مساحات مزروعة: «جزء كبير من كروم التين استُبدِل بمشروعات سياحية خاصة على الساحل الشرقي»، وفق قوله.وثانيهما الآفات والمحاصيل المستوردة: انتشار العنكبوت الأحمر وذبابة الفاكهة، مع إدخال أصناف تين خارجية أكثر حساسية، خفّض الإنتاج الكلي وأثّر في الجودة.

عزوف المزارعين عن زراعة التين

يؤكد أبريك الغيثي، رئيس منظمة شتلة البيئية، أن ارتفاع تكاليف مستلزمات الزراعة وغياب برامج الدعم الحكومي أدّيا إلى توقف بعض المزارعين عن العناية بمزارعهم. «الأعاصير الأخيرة دمّرت جزءًا من البنية الزراعية شرق البلاد، ولم يحصل المتضررون على تعويضات كافية»، يقول الغيثي، مشيرًا إلى أن الفجوة الإنتاجية طالت فواكه وخضروات أخرى.

تداعيات على المستهلك والسوق

أدى ترامع الى الإنتاج الى ان قيمة ثمرة واحدة من التين تجاوزت 1.60 دينار في بعض المحال حيث زاد تجار التجزئة هوامش الربح مع انخفاض العرض، لتغطية فاقد التخزين ونفقات النقل بينما تحولت شريحة من المستهلكين إلى بدائل أرخص مثل البلح أو العنب المحلي، وفق تجار سوق الهواري.

ولمعالجة الموقف دعا الخبراء إلى إعادة توجيه السياسات الزراعية نحو تشجيع زراعة التين محليًّا عبر إعفاءات جمركية على الشتلات والأسمدة وتمويل حكومي لحملات مكافحة الآفات وشراكة مع مراكز أبحاث محلية للحدّ من الخسائر الموسمية مع حصر الأضرار وتعويض المزارعين المتضررين من العواصف لضمان عودتهم إلى الإنتاج.

ومع استمرار العزوف عن الزراعة وتباطؤ الاستجابة الرسمية، يتوقع مراقبون بقاء الأسعار مرتفعة حتى نهاية الموسم الصيفي. ويرى متخصصون أنّ أي تراجع ملموس في الأسعار يتطلب تدخّلًا عاجلًا لزيادة المعروض المحلي وضبط حلقات التوزيع. بدون ذلك، قد يفقد المستهلك الليبي محصولًا تقليديًا كان متاحًا لجميع الفئات، ويتحول التين إلى سلعة موسمية مُقتصرة على القادرين ماليًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى