حرائق ضخمة في سوريا وسط ظروف مناخية صعبة وانفجارات
فرق الدفاع المدني تواصل جهود إخماد حرائق اللاذقية

تواصل فرق الدفاع المدني السورية، لليوم الثالث على التوالي، جهودها المضنية لإخماد سلسلة من الحرائق المندلعة في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا، وسط ظروف مناخية قاسية واشتداد الرياح التي فاقمت انتشار النيران في الأراضي الزراعية والغابات الحرجية، لاسيما في بلدة قسطل معاف القريبة من الحدود التركية.
وشهدت المنطقة عمليات نزوح واسعة، حيث غادرت عائلات بأكملها منازلها مصطحبة القليل من مقتنياتها هربًا من ألسنة اللهب في وقت تشارك فيه أكثر من 60 فرقة سورية من الدفاع المدني في إخماد الحرائق، وسط تحديات كبيرة أبرزها صعوبة التضاريس الجبلية وارتفاع درجات الحرارة.
انفجارات لمخلفات الحرب والألغام
وأوضحت السلطات أن بعض المناطق المتضررة شهدت انفجارات لمخلفات الحرب والألغام، ما زاد من خطورة الأوضاع على فرق الإطفاء، وأدى إلى إصابة أحد عناصر الدفاع المدني باختناق، واحتراق سيارة تابعة لفرق الخدمة.
كما تتزامن هذه الحرائق مع حرائق أخرى اندلعت داخل الأراضي التركية، في مناطق قريبة من الحدود السورية، ما يعكس اتساع رقعة الحرائق في المنطقة نتيجة عوامل طبيعية ومناخية متطرفة.
وتعاني سوريا منذ سنوات من تداعيات التغير المناخي، حيث سجلت في الأعوام الأخيرة موجات حر شديد، وتراجعاً ملحوظاً في كميات الأمطار، وزيادة في حرائق الغابات. وكانت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) قد حذّرت في تقرير صدر في يونيو الماضي من أن البلاد “لم تشهد ظروفًا مناخية بهذا السوء منذ ستة عقود”، مشيرة إلى أن الجفاف الحاد يهدد أكثر من 16 مليون شخص بانعدام الأمن الغذائي.
وتستمر الجهود المحلية والدولية لمواجهة الكارثة البيئية، في وقت تتصاعد فيه الدعوات لخطط طوارئ مستدامة لمواجهة تأثيرات التغير المناخي في سوريا والمنطقة.