
سجلت أسعار النفط مكاسب أسبوعية قوية مع ختام تعاملات الجمعة، وسط تقييم المستثمرين لتقارير متباينة حول مستقبل السوق، وتزايد التوترات التجارية والعقوبات الدولية.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 1.77 دولار، أو بنسبة 2%، لتغلق عند 70.41 دولار للبرميل، محققة زيادة أسبوعية تُقدّر بنحو 2.5%. كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 1.6% خلال الأسبوع مقارنةً بإغلاق الجمعة الماضي.
الإمدادات العالمية قد تكون أقل مما تبدو عليه
وجاء هذا الأداء بعد أن نشرت وكالة الطاقة الدولية تقريرًا يشير إلى أن الإمدادات العالمية قد تكون أقل مما تبدو عليه، في ظل تسارع نشاط المصافي لتلبية الطلب الموسمي على السفر واستهلاك الكهرباء خلال فصل الصيف.
من جانبها، خفّضت منظمة أوبك توقعاتها للطلب العالمي على النفط خلال الفترة من 2026 إلى 2029، في تقريرها السنوي الصادر الخميس، مشيرة إلى تباطؤ ملحوظ في الاستهلاك، خاصة في الصين. وتوقعت المنظمة أن يبلغ متوسط الطلب العالمي 106.3 ملايين برميل يوميًا بحلول عام 2026، مقارنةً بتقديرات سابقة بلغت 108 ملايين برميل.
وفي تطور قد يزيد الضغوط على السوق، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن فرض رسوم جمركية بنسبة 35% على الواردات من كندا اعتبارًا من 1 أغسطس المقبل، كما ألمح إلى رسوم موحدة بنسبة تتراوح بين 15 و20% على واردات من شركاء تجاريين آخرين.
خطط أوروبية لفرض سقف سعري متحرّك على صادرات النفط الروسي
وفي السياق ذاته، تدرس المفوضية الأوروبية فرض سقف سعري متحرّك على صادرات النفط الروسي، ضمن حزمة جديدة من العقوبات، بعد تراجع فعالية السقف الحالي نتيجة انخفاض الأسعار العالمية.
وفي مؤشر على استمرار الزخم في الطلب على النفط، أظهرت بيانات أن السعودية تعتزم شحن نحو 51 مليون برميل من الخام إلى الصين خلال أغسطس، في أكبر شحنة من نوعها منذ أكثر من عامين.
وفي تصريح لافت، أكد نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك أن بلاده ستعوض فائض إنتاجها عن حصتها في اتفاق “أوبك+” خلال شهري أغسطس وسبتمبر، ما يعكس التزام موسكو بالتنسيق داخل التحالف رغم التحديات الراهنة.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية على المدى القصير، تستمر حالة من الحذر في السوق العالمية مع دخول النفط مرحلة تقييم جديدة لمستقبله على المدى البعيد، في ظل التحولات الاقتصادية والتجارية الكبرى.