دولى

غضب في إفريقيا بعد ترحيل مجرمين خطيرين من أمريكا إلى دولة إسواتيني الصغيرة  

إسواتيني ترفض وصف أمريكا لها بمكب نفايات

ليبيا 24

أثار قرار الولايات المتحدة ترحيل خمسة مهاجرين مدانين بجرائم خطيرة إلى دولة إسواتيني، موجة غضب وانتقادات واسعة داخل المملكة الإفريقية الصغيرة الواقعة جنوب القارة، بعدما وُصف المرحّلون من قبل مسؤولة أمريكية بأنهم “وحوش منحرفون”.

وأكدت سلطات إسواتيني أنها استقبلت المرحلين، ووضعتهم في حبس انفرادي داخل وحدات معزولة في سجونها، نافية أن يشكلوا تهديدًا لأمن البلاد أو لمواطنيها.

إسواتيني، التي كانت تُعرف سابقًا بسوازيلاند، هي مملكة إفريقية صغيرة تبلغ مساحتها قرابة مساحة ولاية نيوجيرسي الأميركية.

وقد عبرت حكومة البلاد عن “قلق واسع النطاق” إزاء تداعيات هذه الخطوة. وقال المتحدث الحكومي بالإنابة، ثابيل مدلولي، في تصريحات لشبكة CNN، إن المرحلة الحالية هي جزء من تنسيق دبلوماسي مستمر، مؤكدًا أن بلاده لم تُستَشر علنًا بشأن وصف المسؤولين الأمريكيين للمبعدين.

وكانت تريشيا ماكلولين، المتحدثة باسم وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، قد نشرت بيانًا على منصة “إكس”، وصفت فيه المرحلين بأنهم “أفراد همجيون بشكل فريد”، وأضافت أنهم من جنسيات مختلفة تشمل جامايكا، لاوس، كوبا، اليمن، وفيتنام، وقد رُفضت إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية.

وقالت ماكلولين إن إدانتهم شملت جرائم مروعة مثل اغتصاب الأطفال، القتل، والسطو المسلح، وإن ترحيلهم تم بفضل سياسات الرئيس دونالد ترامب ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم.

من جهتها، أعربت المتحدثة باسم حكومة إسواتيني عن استعداد بلادها للتعاون مع الولايات المتحدة والمنظمة الدولية للهجرة، لتسهيل عبور المرحّلين إلى أوطانهم الأصلية، لكنها أكدت أن جدول الترحيل غير محدد حتى الآن.

الخطوة الأميركية أثارت رفضاً واسعاً في الأوساط الحقوقية والسياسية في إفريقيا، إذ اعتبر ناشطون أن الولايات المتحدة تتعامل مع الدول الإفريقية كحل مؤقت لأزماتها الداخلية في الهجرة، بينما تعاني هذه الدول أصلاً من ضعف البنى التحتية وقلة الموارد.

في هذا السياق، حذّر وزير الخارجية النيجيري، يوسف توغار، من الضغوط الأميركية المتزايدة على دول إفريقيا، خصوصًا في ملف ترحيل الفنزويليين الذين يفرج عنهم من السجون الأميركية.

 وقال توغار في مقابلة تلفزيونية، إن واشنطن لجأت إلى التلويح بإجراءات اقتصادية، مثل رفع الرسوم الجمركية وتقليص مدة صلاحية التأشيرات، بهدف الضغط على الدول الرافضة.

وفي رد دبلوماسي، أعلنت البعثة الأميركية في نيجيريا أن التعديلات في نظام التأشيرات لا تتصل بمواقف الدول من ملف الترحيل، بل هي ضمن جهود لحماية نظام الهجرة الأميركي. في المقابل، شدد البيت الأبيض في بيان رسمي على التزام إدارة ترامب بترحيل الأجانب المجرمين، مع التأكيد أن المحادثات مع الدول المختلفة لا تُكشف تفاصيلها علنًا، حرصًا على حساسية الملفات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى