كارثة إنسانية في غزة.. الموت بالجوع أمام أعين العالم
في غزة الجوع أقسى من القصف.. والموت بلا صوت

تتواصل المأساة الإنسانية في قطاع غزة، حيث أعلنت مصادر طبية عن استشهاد 10 أشخاص خلال الـ24 ساعة الماضية بسبب المجاعة وسوء التغذية، فيما ارتفع عدد ضحايا الأطفال إلى 25 خلال الأيام الثلاثة الأخيرة.
حين يتحول الخبز إلى حلم.. أطفال غزة يموتون من سوء التغذية
ووفقاً للمصادر، فإن الوضع في المستشفيات مأساوي، إذ تصل بشكل متواصل حالات سوء تغذية ومجاعة من مختلف أنحاء القطاع. وتفيد الإحصاءات بأن نحو 900 ألف طفل في غزة يعانون من الجوع، من بينهم 70 ألفاً دخلوا مرحلة سوء التغذية، في حين يُقدّر عدد الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية الحاد بنحو 17 ألفاً.
كارثة صحية تهدد المرضى
وأشارت التقارير الطبية إلى أن مرضى السكري والفشل الكلوي مهددون بالموت بسبب النقص الحاد في الغذاء، حيث يتعرض الكثير منهم لنوبات صحية حادة نتيجة التجويع. كما سُجّلت حالات فقدان للذاكرة وإجهاد شديد نتيجة الجوع، فيما تعاني المستشفيات من نقص في الأسرّة الطبية والأدوية، مما يعجزها عن تلبية الاحتياجات المتزايدة.
تحذيرات أممية: “شرايين الحياة تنهار”
في سياق متصل، حذّر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) من أن “آخر شرايين الحياة التي تُبقي الناس على قيد الحياة في غزة، تنهار بسرعة”. وأوضح المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن المدنيين يُستهدفون أثناء اقترابهم من شاحنات ومستودعات الغذاء، وهو ما “يتعارض تمامًا مع مبادئ العمل الإنساني”.
وأكد دوجاريك أن أكثر من 12 طفلاً وبالغاً فقدوا حياتهم خلال يوم واحد بسبب الجوع، وسط نقص حاد في الإمدادات الغذائية التي تدخل القطاع. كما أشار إلى أن موظفي الأمم المتحدة في غزة يعانون الجوع والإرهاق، ويتعرضون هم أنفسهم لإطلاق النار.
الأونروا: شاحنات مساعدات متوقفة والحصار مستمر
من جهتها، أكدت وكالة “الأونروا” أن آلاف الشاحنات المحمّلة بالمساعدات تقف بانتظار السماح لها بالدخول إلى غزة منذ أن حظرت إسرائيل إدخالها في مارس الماضي.
وجددت الأونروا دعوتها إلى رفع الحصار فورًا والسماح بدخول المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة.
منذ أكتوبر 2023، يرزح قطاع غزة تحت حصار إسرائيلي خانق، تسبب بانهيار تام للبنية التحتية الصحية والغذائية، في وقتٍ تشهد فيه الوكالات الإنسانية الدولية صعوبات متزايدة في إيصال المساعدات. وفي مايو 2025، تبنت إسرائيل والولايات المتحدة خطة لتوزيع مساعدات بشكل منفصل عن إشراف الأمم المتحدة، ما فاقم من تعقيدات الإغاثة وزاد من انتشار المجاعة في أنحاء القطاع.
المجاعة في غزة ليست مجرد أزمة غذاء، بل جريمة تتسارع يومًا بعد يوم في ظل حصار مستمر، وعجز المستشفيات، ومنع دخول المساعدات. المنظمات الدولية تطلق تحذيرات متكررة، لكن الواقع يزداد سوءًا، فيما المدنيون – لا سيما الأطفال – يدفعون الثمن الأغلى.