«مزاعم لا أساس لها».. اتحاد الكرة يرد على الحوار المفبرك المنسوب للفايدي
اتحاد الكرة يكشف لـ "ليبيا 24" خلفيات أزمة الأهلي بنغازي
ميلانو – ليبيا 24
في خضم الأحداث الساخنة التي شهدتها الجولة الافتتاحية من مرحلة سداسي التتويج للدوري الليبي الممتاز بمدينة ميلانو الإيطالية، برزت على السطح أزمة إعلامية فرعية تمثلت في تداول حوار مفبرك نُسب زورًا إلى عضو اتحاد الكرة علي الفايدي، وتضمن مغالطات تمس نزاهة المسابقة وسيرها الفني.
وقد نفى الاتحاد الليبي لكرة القدم، بشكل قاطع، صحة ما تم تداوله، مؤكدًا أن الفايدي لم يُدلِ بأي تصريحات إعلامية على الإطلاق، وأن ما تم نشره على لسانه من “حوارات مرتجلة” هي من نسج خيال من وصف نفسه بـ”الشخصية العامة”، ولا تمت إلى الواقع أو المهنية الإعلامية بصلة.
«ادعاء الحوار».. محاولة ساخرة للتشويش على واقع خطير
المنشور، الذي تم تداوله على نطاق واسع، جاء بصيغة تهكمية، زعم أن الفايدي تحدث عن وجود غرفة VAR بلا حكام، ثم وجود الحكام بعد “عودتهم من الحمام”، في تصوير هزلي ساخر لا يعكس إلا خيال كاتبه.
وفي هذا السياق، صرّح مصدر مسؤول داخل اتحاد الكرة لـ ليبيا 24:
“لم يحدث أي حوار من هذا النوع، لا لفظًا ولا مضمونًا. السيد علي الفايدي كان في مهمة إدارية واضحة ولم يدلِ بأي تصريح لأي وسيلة إعلامية محلية أو دولية.”
وأضاف المصدر:
“كل ما نُشر لا يمثل إلا الشخص الذي خطّه. ونحن الآن بصدد التواصل مع الشؤون القانونية للرد بما يكفله القانون الليبي والدولي.”
أزمة ميلانو.. ما حدث على الأرض
بعيدًا عن المهاترات الإلكترونية، فإن الواقع داخل المستطيل الأخضر كان أكثر تعقيدًا من أي منشور تهكمي. فقد توقفت مباراة الأهلي طرابلس والأهلي بنغازي، التي كانت الأكثر ترقبًا في الجولة الافتتاحية، بعد نهاية شوطها الأول، الذي شهد تقدم الأهلي طرابلس بثنائية نظيفة.
الأزمة بدأت حين أشهر الحكم البطاقة الحمراء في وجه مدرب الأهلي بنغازي ناصر الحضيري، عقب تصرف غير رياضي على خط التماس. رد فعل الطاقم الفني والإداري للأهلي بنغازي كان سريعًا ومحمومًا، وسط مطالبات بمراجعة القرار عبر تقنية الفيديو.
وهنا، دخلت الأمور في نفق معتم: فبحسب مصادر مقربة من بعثة الأهلي بنغازي، لم يكن طاقم حكام الـVAR متواجدًا داخل الغرفة المخصصة للتقنية أثناء مطالبتهم بالمراجعة، وهو ما اعتبرته الإدارة “إخلالًا جوهريًا بعدالة المباراة”.
بين الانسحاب والشرعية: ماذا تقول اللوائح؟
قرار الأهلي بنغازي بالانسحاب أثار حالة من الجدل القانوني والتنظيمي، خاصة أن لوائح اتحاد الكرة تنص على أن “الانسحاب من مباراة رسمية دون عذر قاهر يُعد انسحابًا إداريًا يُعرض الفريق لعقوبات تصل لإلغاء نتائجه في البطولة.”
وبينما ينتظر الجميع قرار لجنة المسابقات، تتعاظم التوقعات بأن يتم إلغاء نتائج الفريق في البطولة وتثبيت النتيجة لمصلحة الأهلي طرابلس، خاصة مع توثيق كامل للمباراة من قبل المراقبين الفنيين.
كرة القدم تحتاج مسؤولية.. لا تسخيفًا
الواقعة، بكل أبعادها، كانت كافية لفتح نقاش جاد حول ضرورة ضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، والتفريق بين النقد المهني والتسخيف العبثي. فالحوار الملفق الذي جرى تداوله يضرب مصداقية الإعلام الرياضي، ويشكك في كفاءة مؤسسة بحجم الاتحاد الليبي لكرة القدم، في وقت يسعى فيه المنظمون لتمثيل الكرة الليبية بأفضل وجه في محافل دولية.
تحليل “ليبيا 24”:
ليست هذه المرة الأولى التي يُستخدم فيها الإعلام الجديد كأداة ضغط على مؤسسات الرياضة، لكن نشر الحوارات الملفقة وتسويقها باعتبارها “حقائق واقعة” هو تطور خطير يمسّ نزاهة العمل الصحفي ويشوّه مسيرة بطولة كان يفترض أن تكون بوابة للمصالحة الرياضية الليبية.
الواقع يُصنع في الميدان، لا في منشورات فيسبوك.



