حرائق متعمدة لتدمير صناديق اقتراع ووثائق انتخابية في هجمات منسقة.. هل تنجح ليبيا في إنجاز الانتخابات؟
الانتخابات أمام اختبار أمني حاسم بعد تصاعد العنف

ليبيا 24:
يوم الصمت الانتخابي يتحول إلى دخان
في حادثة أثارت صدمة واسعة، اندلعت صباح الجمعة حرائق متعمدة في مقري المفوضية الوطنية العليا للانتخابات بمدينة الزاوية والعجيلات غرب البلاد.
الحريق جاء في يوم الصمت الانتخابي المخصص للتأمل قبل تصويت السبت في 49 بلدية، ما أثار الشكوك حول دوافع الهجوم والجهات التي تقف وراءه.
تفاصيل الدمار والخسائر
- في الزاوية: أُحرق المقر بالكامل، بما فيه صناديق الاقتراع وقاعة التدريب.
- في العجيلات: هجوم متزامن مع إشعال النيران، أسفر عن إصابة أحد الحراس وإلحاق أضرار جسيمة بالمبنى.
- بيان المفوضية: وصفت الحادث بأنه “استهداف مباشر لحرمان الليبيين من حقهم الدستوري” واعتبرته محاولة تخريبية منظمة.
تصعيد أمني مقلق
الحريق لم يكن الحادث الأول هذا الأسبوع. قبل 72 ساعة فقط، تعرض مقر المفوضية في زليتن لهجوم بقذائف الـRPG والهاون، مما أدى إلى إصابة مدنيين مجاورين لتكشف هذه الهجمات:
- هشاشة الوضع الأمني رغم وعود الحكومة بتأمين الانتخابات.
- استهداف واضح للمرحلة الثانية من الانتخابات البلدية التي شهدت مرحلتها الأولى عام 2024 مشاركة بنسبة 74% دون حوادث تذكر.
ردود فعل محلية ودولية
- المفوضية الانتخابية: أكدت استمرارها في تنظيم الانتخابات رغم التحديات، لكنها حذرت من “مخاطر التصعيد“.
- الأمم المتحدة: أبدت قلقها من “أعمال العنف التي تهدد المسار الديمقراطي“.
- ناشطون محليون: اتهموا أطرافًا داخلية بمحاولة إفشال الانتخابات وفرض أجندات خاصة.
هل الانتخابات في خطر؟
رغم تعليق التصويت في بلدية صياد الحشان غرب طرابلس بسبب نزاع قضائي، شددت المفوضية على أن الاقتراع سيجري كما هو مخطط في باقي المناطق إلا أن التحديات أمام العملية الانتخابية لا تزال قائمة وتتمثل في:
- تأمين المراكز الانتخابية وسط انتشار الميليشيات.
- تعويض الوثائق والمواد المحروقة قبل موعد الاقتراع.
- استعادة ثقة الناخبين بعد تصاعد أعمال العنف.
اختبار لإرادة الليبيين
الانتخابات البلدية تمثل اختبارًا حقيقيًا لقدرة الليبيين على التمسك بالمسار الديمقراطي وسط الفوضى الأمنية. وبينما تتصاعد الإدانات الدولية، يبقى السؤال مفتوحًا: هل ستنجح ليبيا في إنجاز هذا الاستحقاق الانتخابي، أم أن دخان الحرائق سيكون بداية لانتكاسة جديدة؟