دولى

الاتحاد الإفريقي يطالب باعتماد خرائط أكثر دقة تكشف الحجم الحقيقي للقارة

إفريقيا تقود ثورة جغرافية لتصحيح صورتها أمام العالم

ليبيا 24:

طالبت دول الاتحاد الإفريقي المجتمع الدولي بـ إعادة رسم خريطة العالم بما يعكس الحجم الحقيقي للقارة السمراء، معتبرة أن الخرائط المعتمدة حاليًا، وعلى رأسها خريطة مركاتور التي تعود للقرن السادس عشر، تقدم صورة “مشوهة ومضللة” عن إفريقيا.

وأوضح الاتحاد الإفريقي، المكون من 55 دولة، أن خريطة مركاتور تجعل مناطق مثل غرينلاند وأوروبا تبدو أكبر بكثير من حجمها الحقيقي، بينما تُظهر إفريقيا أصغر من واقعها، رغم أنها ثاني أكبر قارة في العالم، قادرة على استيعاب مساحات الولايات المتحدة والصين والهند واليابان والمكسيك وجزء كبير من أوروبا مجتمعة.

وقالت سيلما مليكة حدادي، نائبة رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي: “قد يبدو الأمر مجرد خريطة، لكنه في الحقيقة أكثر من ذلك تشويه حجم إفريقيا يؤثر على صورتها في الإعلام والتعليم وصنع السياسات، ويعزز انطباعًا خاطئًا بأنها قارة هامشية، مؤكدة أن الحملة الجديدة تسعى إلى تصحيح موقع إفريقيا ومكانتها الجيوسياسية.

وتأتي هذه الدعوة ضمن حملة “Correct the Map” (صحّح الخريطة)، التي يقودها الاتحاد الإفريقي، بهدف اعتماد إسقاط “إيكوال إيرث” Equal Earth الذي طُوّر عام 2018، كبديل أكثر عدلاً في تمثيل المساحات الجغرافية.

وقد لاقت الحملة صدى خارج القارة، حيث دعمتها منطقة الكاريبي بوصفها رفضًا لـ”أيديولوجية القوة والهيمنة” التي تمثلها خريطة مركاتور فيما بدأت بعض المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي و خرائط غوغل التخلي تدريجيًا عن مركاتور لصالح بدائل أكثر توازنًا مثل “وينكل تريبل” و”إيكوال إيرث“.

من جانبه، أوضح نيك ميليا، أمين قسم الخرائط بمكتبة بودليان في أكسفورد، أن جميع الخرائط المسطحة تحتوي على نسبة من التشويه لأن نقل شكل الكرة الأرضية إلى سطح مستوٍ دون تحريف مسألة مستحيلةلكنه شدد على أن مركاتور لم تعد الأنسب لتمثيل المساحات والعدالة الجغرافية، بل هي أداة ملاحة تاريخية أكثر من كونها مرجعًا علميًا أو سياسيًا.

وقد قدم الاتحاد الإفريقي طلبًا رسميًا إلى اللجنة الأممية المعنية بالخرائط (UN-GGIM) التابعة للأمم المتحدة لاعتماد الخريطة البديلة، في خطوة يراها المراقبون امتدادًا لمعركة أوسع تسعى القارة من خلالها إلى استعادة وزنها الحقيقي عالميًا، في ظل النقاشات المتصاعدة حول تعويضات الاستعمار والعبودية، ودور إفريقيا في النظام الدولي الجديد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى