
تشهد العاصمة القطرية الدوحة عد غد الاثنين انعقاد قمة طارئة للدول العربية والإسلامية، في أعقاب الهجوم الإسرائيلي الذي استهدف قادة من حركة حماس داخل الأراضي القطرية، وأدى إلى مقتل خمسة من عناصر الحركة وأحد أفراد قوات الأمن القطري.
تضامن عربي وإسلامي واسع
تأتي القمة بعد اجتماع تحضيري لوزراء الخارجية العرب والمسلمين يوم الأحد، حيث جرى إعداد مشروع بيان يدين الغارات الإسرائيلية، ويؤكد التضامن الكامل مع قطر في مواجهة ما وُصف بالعدوان الإسرائيلي “الجبان”. هذا الإجماع يعكس رفضاً قاطعاً لإرهاب الدولة الذي تمارسه إسرائيل، وإصراراً على حماية سيادة الدول العربية والإسلامية.
مشاركة إقليمية ودولية بارزة
أكدت عدة دول حضور قادتها القمة، بينهم الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في إشارة إلى ثقل سياسي وإقليمي تسعى الدوحة لتوظيفه من أجل مواجهة التحديات القائمة.
أبعاد سياسية وأمنية
استهداف إسرائيل للعاصمة القطرية مثّل تصعيداً خطيراً، ليس فقط لأنه طال قادة سياسيين، بل لأنه خرق سيادة دولة تستضيف أكبر قاعدة أميركية في المنطقة، وتؤدي دور الوسيط في النزاع بين إسرائيل وحماس إلى جانب الولايات المتحدة ومصر. محللون وصفوا الهجوم بأنه “سابقة خطيرة” تهدد الدبلوماسية، فيما اعتبره آخرون محاولة لخلط الأوراق في ظل وساطة قطرية نشطة.
يرى خبراء أن انعقاد القمة يحمل رسالة سياسية واضحة: أن الاعتداءات على الدول العربية والإسلامية لن تمر من دون رد، وأن إسرائيل يجب أن تواجه موقفاً جماعياً أكثر حزماً. الباحث أندرياس كريغ اعتبر أن القمة ستضع “خطوطاً حمراء” أمام الممارسات الإسرائيلية، وتبني خطاباً أكثر صرامة دعماً لفلسطين.
مواقف خليجية لافتة
الهجوم قوبل بإدانات متتالية، بما في ذلك من دول خليجية حليفة لواشنطن. الإمارات، التي طبّعت العلاقات مع إسرائيل في 2020، استدعت نائب السفير الإسرائيلي في أبوظبي وقدمت احتجاجاً رسمياً، في خطوة تعكس حساسية الموقف وخطورته على مستوى الإقليم بأكمله.
القمة الطارئة في الدوحة تأتي في لحظة دقيقة تعكس تحولات في المواقف العربية والإسلامية تجاه إسرائيل. فهي ليست مجرد رد فعل آني على هجوم عسكري، بل خطوة دبلوماسية تسعى إلى صياغة موقف جماعي أكثر قوة، يعيد التوازن إلى المشهد الإقليمي، ويؤكد أن الاعتداء على سيادة أي دولة عربية أو إسلامية هو خط أحمر لن يُسمح بتجاوزه.



