
يشهد العالم في الآونة الأخيرة تحركًا دبلوماسيًا متزايدًا تجاه الاعتراف بدولة فلسطين، في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وتفاقم الوضع السياسي في الأراضي الفلسطينية. ويُعد هذا التحول في المواقف الدولية مؤشرًا واضحًا على تغير المزاج الدولي بشأن الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، ودعمًا متناميًا لحل الدولتين كخيار أساسي لتحقيق السلام في المنطقة.
البرتغال تعلن اعترافها الرسمي بدولة فلسطين
أعلنت وزارة الخارجية البرتغالية أن البرتغال ستعترف رسميًا بدولة فلسطين يوم الأحد 21 سبتمبر، وذلك قبيل انعقاد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأكدت الوزارة في بيان نُشر على موقعها الإلكتروني أن هذا القرار يأتي في سياق دعم الجهود الدولية الرامية إلى تحقيق السلام العادل والدائم في الشرق الأوسط.
البرتغال بذلك تنضم إلى مجموعة متزايدة من الدول الأوروبية والعالمية التي بدأت تتخذ خطوات رسمية للاعتراف بفلسطين كدولة ذات سيادة، في إطار دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، ورفض الاحتلال والاستيطان الإسرائيلي المستمر.
دول أخرى تتجه نحو الاعتراف
من المتوقع أن تتخذ نحو 10 دول أخرى خطوات مماثلة خلال الفترة المقبلة، مع تصاعد الأصوات داخل الأمم المتحدة وخارجها بضرورة إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
هذا التوجه يأتي استجابة لتدهور الأوضاع في غزة، والضغط الشعبي والبرلماني داخل بعض الدول الأوروبية التي طالما اتبعت سياسة “الغموض البنّاء” في هذا الملف.
موقف الأمم المتحدة
أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعمه الكامل لحل الدولتين، مشددًا على ضرورة وقف إطلاق النار الفوري في غزة، وإنهاء ما وصفه بـ”المذبحة الجارية”. وأشار خلال لقائه مع وكيلة الأمين العام للتواصل العالمي، إلى أن:
“المعاناة في غزة وصلت حداً لا يوصف من المجاعة وانهيار الخدمات الصحية، وأن حجم الدمار هو الأسوأ منذ أن توليت منصبي”.
وفي سياق اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، دعا غوتيريش قادة العالم إلى “تغيير المسار” وتعزيز التعاون الدولي لمواجهة التحديات المشتركة، مؤكدًا أن السلام والأمن سيكونان من أبرز محاور النقاش في الأسبوع رفيع المستوى.
دلالات الاعتراف المتزايد
الاعترافات المتتالية بدولة فلسطين تعكس تحوّلًا نوعيًا في المواقف الدولية،فهي تعكس تزايد الدعم السياسي الدولي للحقوق الفلسطينية، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي وتبين الرفض العالمي المتصاعد للعدوان الإسرائيلي على غزة، والذي تسبب في كارثة إنسانية ودمار هائل.
يمثل تزايد الاعتراف بدولة فلسطين خطوة مهمة نحو تحقيق العدالة وفتح أفق جديد للعمل السياسي والدبلوماسي الدولي لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام. ومع تواصل الجرائم والانتهاكات في غزة، بات واضحًا أن المجتمع الدولي لم يعد قادرًا على الوقوف موقف المتفرج، وأن هناك إرادة سياسية متنامية للاعتراف بالحقوق الفلسطينية، كجزء أساسي من تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط.