عربىليبيا

السوريون في ليبيا.. تعدد الأزمات من إقامة وتعليم وتعطّل المعاملات الرسمية

معاناة السوريين تفاقمت في ظل حكومة الدبيبة

منذ سنوات يعيش آلاف السوريين في ليبيا أوضاعًا معقدة على المستويين القانوني والاجتماعي، تفاقمت خلال فترة حكومة الدبيبة، وسط غياب حلول جذرية لمشكلاتهم اليومية، خاصة فيما يتعلق بالإقامة والتعليم واستخراج الوثائق الرسمية.

أوراق ثبوتية معلقة ورحلات عودة محدودة

يقول عدد من السوريين إن أبرز العقبات التي تواجههم تتمثل في صعوبة استخراج أو تجديد الإقامات وجوازات السفر، ما يعيق حركتهم ويجعلهم عرضة للمساءلة القانونية أو الغرامات.
ويشير أحد المقيمين السوريين إلى أن “الكثير من العائلات ترغب في العودة إلى سوريا، لكن أبناءهم في مراحل تعليمية مختلفة وينتظرون إكمال العام الدراسي”، مضيفًا: “بعد عودة موظفي السفارة السورية للعمل على استخراج الأوراق الثبوتية وتقنين أوضاع العالقين، خرجت بالفعل نحو أربع رحلات عائدة إلى سوريا”.

ورغم هذه الخطوات، ما تزال الرحلات قليلة ولا تكفي الأعداد الكبيرة للراغبين في العودة، خاصة مع ارتفاع تكاليف السفر وصعوبة حجز المقاعد في وقت قصير.

أزمة التعليم لأبناء السوريين

يعاني أبناء الجالية السورية من عدم وضوح آليات التسجيل في المدارس والجامعات الليبية، خصوصًا في طرابلس والمناطق الغربية، حيث تتباين اللوائح بين مؤسسة وأخرى، كما أن بعض المدارس الحكومية لا تقبل ملفات الطلاب الأجانب إلا بإجراءات معقدة وتكاليف إضافية.

عدد من الأهالي أكدوا أن “التعليم أصبح عبئًا ماليًا ومعنويًا”، مشيرين إلى أن البدائل المتاحة إما مدارس خاصة بأسعار مرتفعة أو مراكز تعليمية غير معترف بها رسميًا، ما يضع مستقبل الطلاب على المحك.

أوضاع معيشية واقتصادية صعبة

إضافة إلى مشاكل الإقامة والتعليم، يواجه السوريون صعوبات اقتصادية كبيرة، منها ارتفاع تكاليف السكن وغياب فرص العمل المستقرة. يقول أبو خالد، وهو سوري مقيم في طرابلس منذ 2013: “العمل غير ثابت والأسعار ارتفعت كثيرًا، بينما لا توجد حماية قانونية كافية للعمالة الأجنبية”.

كما أشار آخرون إلى أن غياب دعم حكومي واضح أو برامج لدمج الجاليات يضاعف من هشاشة أوضاعهم، خاصة في ظل الإجراءات الأمنية المشددة في بعض الفترات.

رحلات جوية محدودة وبأسعار مرتفعة

منذ نحو شهر، بدأت الشركة السورية للطيران بتسيير رحلات عارضة من دمشق إلى مطار معيتيقة في طرابلس لتسهيل حركة المسافرين، إلا أن محدودية الرحلات وارتفاع أسعار التذاكر تضع قيودًا أمام كثير من العائلات.

مطالب السوريين

يطالب السوريون المقيمون في ليبيا حكومة الدبيبة باتخاذ خطوات عملية، من قبيل تبسيط إجراءات الإقامة وتجديد الجوازات ووضع آلية واضحة لقبول أبناء السوريين في المدارس الحكومية أو توفير منح تعليمية ودعم رحلات العودة بأسعار مناسبة وزيادة عددها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى