
القائد العام للجيش الليبي المشير أركان حرب خليفة حفتر يؤكد أن ليبيا لن تُبنى إلا بسواعد أبنائها.. والجيش هو الضامن للسيادة
في لقاءٍ جمع مشايخ وأعيان وحكماء المناطق الشرقية والغربية والجنوبية، وجسّد وحدة التراب الليبي بكل مكوناته، أكد القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، أن الحل في ليبيا لا يمكن أن يأتي من الخارج، بل من إرادة الليبيين أنفسهم، مشددًا على أن «الخريطة التي نُسجت خيوطها وراء الحدود لا يمكن أن تبني دولة حرة كاملة السيادة».
لقاء وطني واسع يجمع جغرافيا ليبيا
يأتي هذا اللقاء استكمالًا لسلسلة لقاءات سابقة، تؤكد الدور المحوري للقيادة العامة للجيش الليبي، التي ينظر إليها الليبيون بوصفها القوة التي حققت الأمن والاستقرار على مساحة واسعة من التراب الوطني، وانطلقت في مسيرة الإعمار والتنمية دعمًا للقطاع الحكومي الذي لم ينتظر قيام الدولة، بل ساهم فعليًا في بنائها.
وقد لاقى هذا الدور ترحيبًا من المواطنين الذين يعانون من توقف التنمية وتدهور الأمن في المناطق التي تسيطر عليها التشكيلات المسلحة.
رؤية وطنية تنهي معاناة الليبيين
ما تفضل به المشير حفتر في كلمته يعكس موقف القيادة العامة في إنهاء معاناة الليبيين وتحقيق المصالحة الوطنية من خلال توحيد الصفوف والانطلاق نحو مشروع وطني جامع.
وهو موقف يجسد الحكمة والحنكة السياسية والعسكرية التي يتمتع بها حفتر، الذي خاض تجربة واقعية ناجحة عندما تمكن من القضاء على الإرهاب في الشرق والجنوب ووسط البلاد حتى سرت، وبدأ بعدها مسيرة التنمية والإعمار.
القبائل.. شريك في بناء الدولة
وأكد المشير حفتر أن التواصل المستمر مع القبائل الليبية هو خيار استراتيجي للقيادة العامة، باعتبار القبائل مكونًا أساسيًا في المجتمع الليبي، ودورها محوري في توحيد الكلمة وبناء دولة القانون والمؤسسات.
فاللقاءات المتكررة، بحسب حفتر، ليست رمزية، بل تهدف إلى إشراك المجتمع في رسم طريق الدولة الجديدة، وإيصال رسالة مفادها أن بناء ليبيا يحتاج إلى تكاتف الجميع، وأن الجيش سيظل الضامن لحماية الاستقرار والوحدة الوطنية.
رفض الوصاية الخارجية وتأكيد الإرادة الليبية
أعاد المشير حفتر التأكيد على أن الحل في ليبيا يجب أن يكون ليبيًا خالصًا، يعبر عن إرادة الشعب، ويرفض الوصاية والتدخلات الخارجية.
وقال في هذا السياق عبارته التي حملت مغزى عميقًا:
ما حك جلدك مثل ظفرك، فليبيا بيت الليبيين، ولا يصون البيت إلا أهله
كلمات تعكس قناعة راسخة بأن المسارات الأممية المتكررة لم تعبّر عن إرادة الليبيين، ولم تقدّم حلولًا واقعية للأزمة المستمرة منذ أكثر من أربعة عشر عامًا.
الخلاصة: الجيش ضمانة الحل الوطني
بعد سنوات من الانقسام السياسي والمعاناة الاقتصادية، أدرك الليبيون أن الحل الخارجي لم يعد ممكنًا، وأن استمرار الأزمة سببه وجود أطراف لا ترغب في التغيير، وتمسكها بالسلطة، وانتشار السلاح خارج شرعية الدولة.
وفي المقابل، أثبتت القيادة العامة للجيش الليبي أنها النموذج العملي للاستقرار والأمن، بعدما أنقذت البلاد من الإرهاب، وأمنت حدودها الجنوبية، وحمت سيادتها وثرواتها الوطنية، في إنجاز تاريخي حظي بإجماع شعبي واسع.
نحو رؤية ليبية خالصة
إن اللقاء الذي جمع القيادة العامة بممثلي القبائل من كل مناطق البلاد يمثل تجسيدًا فعليًا للوحدة الوطنية، وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو بلورة رؤية ليبية وطنية لبناء الدولة، بعد فشل المسارات السياسية السابقة التي تجاهلت شرط الأمن والاستقرار كأساس لأي مشروع وطني ناجح.
ومن المنتظر أن تستمر اللقاءات والتشاور بين القبائل والقيادة العامة، تعزيزًا للحوار الوطني، ودعمًا لمسار بناء دولة القانون والمؤسسات، دولة الحل والإرادة الوطنية.