
شهدت مدينة بولونيا الإيطالية، مظاهرة جديدة دعا إليها نشطاء من “حركة الشباب الفلسطيني”، تضامناً مع قطاع غزة، وذلك بمناسبة الذكرى الثانية لأحداث 7 أكتوبر 2023، التي ما زالت تلقي بظلالها على المشهد السياسي الإقليمي والدولي.
انطلقت المسيرة وسط المدينة، تحت شعار”عاش السابع من أكتوبر”، في إشارة إلى الهجوم الذي شنّته فصائل فلسطينية على مناطق جنوب إسرائيل في ذلك اليوم، والذي مثّل نقطة تحوّل في مسار الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.
في بيانها الرسمي، أكدت “حركة الشباب الفلسطيني” أن هذه التظاهرة تأتي في سياق ما وصفته بـ”نجاحات حققتها الحركة على مدى العامين الماضيين في بناء حركة تضامن قوية وفاعلة داخل أوروبا”، مشيرة إلى أنها “تمكنت من تقويض دعم الحكومات والمؤسسات الغربية للصهيونية”.
وأضاف البيان أن “الفضل في هذا التغيير يعود إلى المقاومة الفلسطينية، التي ألحقت هزيمة قاسية بإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وتواصل منذ ذلك الحين مقاومة الاحتلال والاستعمار والإبادة الجماعية بكل الوسائل الممكنة”.
وتعتبر بولونيا من أبرز المدن الإيطالية ذات الحضور السياسي النشط، خاصة في أوساط الجامعات والحركات اليسارية، وغالبًا ما تشهد تظاهرات داعمة للقضايا العالمية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
تزايد التوترات بين المؤيدين للفلسطينيين والمعارضين لهم داخل أوروبا
تأتي هذه المظاهرة في وقت تتزايد فيه التوترات بين المؤيدين للفلسطينيين والمعارضين لهم داخل أوروبا، حيث تشهد القارة انقسامًا واضحًا في الرأي العام، لا سيما بعد التطورات العسكرية والإنسانية المستمرة في قطاع غزة منذ 2023.
واستخدام شعارات مثل “عاش السابع من أكتوبر” يعكس تبنيًا واضحًا لقراءة سياسية تعتبر ما جرى في ذلك اليوم “عمل مقاومة”، بينما تعتبره أطراف أخرى، خاصة في الغرب، “هجومًا إرهابيًا” أوقع مئات القتلى والجرحى.
ورغم اختلاف وجهات النظر، فإن استمرار تنظيم مثل هذه التظاهرات يشير إلى تنامي الوعي والحراك الشعبي الأوروبي المؤيد لحقوق الفلسطينيين، لا سيما في أوساط الشباب، وفي مدن ذات تاريخ طويل من الانخراط في قضايا التحرر والعدالة الاجتماعية.