د. حماد يدعو «النواب» لإصدار تشريع يجرّم اكتناز العملة الورقية
ليبيا 24
أكد رئيس الحكومة الليبية، الدكتور أسامة حماد، أن البلاد تمر منذ سنوات بأزمة متصاعدة في توافر السيولة النقدية داخل المصارف، ما أدى إلى تراجع الثقة العامة في النظام المصرفي وتفاقم ظاهرة اكتناز العملة الورقية خارج المنظومة المالية الرسمية.
وأوضح حماد في خطاب موجه إلى مجلس النواب، أن هذه الظاهرة ألحقت أضرارًا جسيمة بالاقتصاد الوطني، إذ حوّلت العملة من أداة للدفع والوفاء إلى وعاء للادخار وسلعة للمتاجرة بها، في مخالفة صريحة لأحكام الشريعة الإسلامية، لافتًا إلى أن الاكتناز أدى إلى تجميد كميات ضخمة من النقد خارج التداول، مما أثر سلبًا على قدرة المصارف في تلبية احتياجات المواطنين والمؤسسات.
وأشار رئيس الحكومة إلى أن الحكومة تبنت حزمة من القرارات والإجراءات الحازمة لتشجيع التعامل بوسائل الدفع الإلكتروني في مختلف الأنشطة التجارية، وفي الجهات العامة ذات الطابع الجبائي، في خطوة تهدف إلى الحد من التعاملات النقدية وتقليص الاعتماد على العملة الورقية.
وبيّن أن تعزيز الثقة في القطاع المصرفي يتطلب تعاونًا مؤسساتيًا بين الحكومة ومصرف ليبيا المركزي ومجلس النواب، لضمان إعادة الأموال إلى الدورة الاقتصادية الرسمية وتحقيق الانضباط المالي المطلوب.
ودعا حماد مجلس النواب إلى التدخل العاجل عبر إصدار تشريع يُجرِّم الاحتفاظ بكميات من العملة الورقية تتجاوز الحد القانوني المسموح به خارج النظام المصرفي، مشددًا على أن هذا الإجراء من شأنه دعم الاستقرار المالي والحفاظ على قيمة العملة المحلية.
كما حثّ المواطنين ورجال الأعمال على الإسهام في إنعاش المنظومة المصرفية من خلال إيداع أموالهم في المصارف والاستفادة من الخدمات الإلكترونية المتاحة، مؤكدًا أن الثقة المتبادلة بين المواطن والمؤسسات المالية تمثل حجر الأساس لبناء اقتصاد متوازن ومستدام.
وختم حماد تصريحه بالتأكيد على التزام الحكومة الكامل بمعالجة أزمة السيولة من جذورها، عبر إصلاح المنظومة المالية وتعزيز الشفافية والرقابة على حركة الأموال داخل القطاع المصرفي.
