بنغازي تشهد جريمة مروعة: أب يقتل أبناءه السبعة ثم ينتحر
تحقيقات عاجلة تكشف تفاصيل صادمة عن جريمة قتل الأطفال السبعة

ليبيا 24
فاجعة تهز الضمير الإنساني.. مقتل سبعة أطفال على يد والدهم في بنغازي
تصريحات رسمية وشهادات مروعة تكشف تفاصيل الجريمة التي أصابت الشارع الليبي بالذهول
بنغازي – في بيان مصور اهتزت له مشاعر الليبيين، كشف اللواء صلاح هويدي، مدير أمن بنغازي، النقاب عن واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المدينة، حيث أقدم أب على قتل أبنائه السبعة ثم انتحر، في حادثة أثارت موجة من الحزن والاستنكار في مختلف أنحاء ليبيا.
كشف النقاب عن الجريمة
بحضور رئيس جهاز البحث الجنائي اللواء أحمد الشامخ، أوضح هويدي أن الأجهزة الأمنية تلقت بلاغاً في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء الموافق الحادي والعشرين من أكتوبر، يفيد بوجود مركبة متوقفة في منطقة الهواري، وعند الانتقال إلى الموقع، اكتشفت الفرق الأمنية جثث سبعة أطفال ورجل في الخمسين من عمره.
وقال هويدي في تصريحه: “تم تأمين مسرح الجريمة فوراً وبحضور النيابة العامة، وشرع جهاز الأدلة الجنائية في إجراء المعاينات اللازمة”. وأضاف أن التحقيقات كشفت أن الضحايا الأطفال تتراوح أعمارهم بين خمسة وثلاثة عشر عاماً، وهم: ميار، وخير الله، ولامار، ومحمد، وعبد الرحمن، وعبد الرحيم، وأحمد.
طريقة ارتكاب الجريمة وآثار التعذيب
كشف التحقيق الجنائي أن جميع الأطفال قتلوا برصاصة واحدة في الرأس لكل منهم، بينما عُثر على الطفل السابع في الحقيبة الخلفية للمركبة وكانت عليه آثار تعذيب واضحة. وأشار هويدي إلى أن “رائحة الجثث تدل على أن الوفاة وقعت قبل ساعات طويلة من الاكتشاف، وربما في اليوم السابق”.
وأضاف مدير الأمن: “بعض الأطفال كانوا يرتدون الزي المدرسي، مما يشير إلى وقوع الجريمة في وقت مبكر من اليوم”، مؤكداً أن الأب هو منفذ الجريمة، حيث أطلق النار على أبنائه واحداً تلو الآخر، ثم انتحر بطلق ناري في الرأس.
شهادات أسرية وتحقيقات سريعة
في تطور جديد، أفاد هويدي بأن الأجهزة الأمنية استمعت إلى أقوال زوجة المتهم، التي أكدت أن السلاح المستخدم في الجريمة يعود لزوجها. كما تم الاستماع إلى عدد من أفراد الأسرة، وكشف التحقيق أن الأب “كان يعيش مع أطفاله بمفرده بعد خلافات حادة مع زوجاته، وكان يتعامل معهم بعنف شديد”.
وأشار إلى أن “الابن الأكبر تعرض لتعذيب أدى إلى وفاته، قبل أن يتم وضع جثمانه في الحقيبة الخلفية للمركبة”. وقد حرصت الأجهزة الأمنية على سحب تسجيلات كاميرات المراقبة وتحليل بيانات الهواتف المحمولة، كما أكدت الفحوصات الأولية أن البصمات على المسدس تعود للأب.
تعازي رسمية وتعهد بالعدالة
من جهة أخرى، عبر رئيس الحكومة الليبية أسامة حماد عن “بالغ الحزن والألم” إزاء الحادثة المروعة. وقال في بيان: “نتقدم بأحر التعازي والمواساة إلى ذوي الضحايا وأقاربهم”، مؤكداً أهمية “كشف ملابسات الحادث وبيان أسبابه ودوافعه”.
وحث حماد الجهات الأمنية والقضائية على “إعلان النتائج للرأي العام”، مع التأكيد على “التعامل مع الواقعة وفق أحكام القانون بما يضمن تحقيق العدالة ومنع تكرار مثل هذه المآسي”.
استمرار التحقيقات وتوقعات بنتائج جديدة
أكد اللواء هويدي أن “التحقيق لا يزال مستمراً”، مشيراً إلى أن “نتائج أكثر دقة سيتم الإعلان عنها خلال الساعات القادمة بعد استكمال التحاليل الفنية والجنائية كافة”. وتعمل الأجهزة المختصة تحت إشراف النيابة العامة لمعرفة الدوافع الكاملة وراء هذه الجريمة.
وأشار إلى أن القضية “تخضع لتحقيق موسع بإشراف مباشر من النيابة العامة، وجهاز البحث الجنائي، وجهاز الأدلة الجنائية”، مؤكداً أن جميع الخيوط تُتابع بدقة للوصول إلى الحقيقة الكاملة.
تداعيات إنسانية واجتماعية هذه الجريمة المروعة تطرح تساؤلات كبيرة حول ظاهرة العنف الأسري وآليات الوقاية منها، كما تثير تساؤلات حول دور المجتمع في حماية الأطفال والكشف المبكر عن مثل هذه الحالات. وتؤكد الحادثة على أهمية تعزيز برامج الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي تعاني من مشاكل أسرية.