ليبيا

المشروع الوطني لشبكة الطرق.. شريان حياة وتنمية لربوع ليبيا

القيادة العامة تُطلق مشروعًا وطنيًا يربط ليبيا من الساحل إلى الحدود

في إطار الرؤية الوطنية الشاملة “ليبيا 2030″، التي تهدف إلى تحقيق تنمية متوازنة ومستدامة في جميع أنحاء البلاد، يشهد الوطن انطلاق واحد من أضخم المشاريع الاستراتيجية في قطاع البنية التحتية، وهو مشروع الربط الوطني لشبكة الطرق الدولية، والذي يمتد على مسافة تزيد عن 2500 كيلومتر، ليشكّل بذلك شريانًا حيويًا يربط بين قلب البلاد وحدودها، ويعزز من فرص النمو والتكامل الوطني.

ينطلق هذا المشروع الطموح من مدينة سرت، ويتجه جنوبًا عبر سوكنة وسبها، وصولاً إلى وادي التوم، على الحدود الليبية مع دولة النيجر، مما يفتح آفاقًا جديدة للتواصل والتبادل التجاري مع دول الساحل الإفريقي، ويعيد رسم الخريطة التنموية لمناطق الجنوب، التي ظلت لعقود طويلة بعيدة عن مشاريع التنمية الكبرى.

يمتد شرقًا ليشمل شبكة من الطرق الحيوية التي تنطلق من مدينة بنغازي

ولم يقتصر المشروع على هذا المسار فحسب، بل يمتد شرقًا ليشمل شبكة من الطرق الحيوية التي تنطلق من مدينة بنغازي، عبر أجدابيا، وصولاً إلى مناطق الواحات، وتنتهي عند بلدية الكفرة الواقعة في أقصى الجنوب الشرقي لليبيا، وذلك ضمن رؤية متكاملة تهدف إلى ربط الشرق بالجنوب وتعزيز التواصل بين المكونات الجغرافية المختلفة للوطن.

أما في الاتجاه الغربي، فيمتد المشروع من سرت إلى هراوة ورأس لانوف ثم البريقة، بمحاذاة الساحل الليبي، مما يسهم في رفع كفاءة النقل الساحلي ويربط موانئ النفط والمرافق الاقتصادية الكبرى بباقي مناطق البلاد. كما يتواصل المشروع عبر شبكات طرق خدمية وسريعة، مدعومة بجسور وكباري حديثة، تربط بين المدن والبلدات ومراكز الخدمات، حتى تصل إلى الحدود الليبية مع جمهورية مصر العربية، بمواصفات دولية عالية تُراعي معايير السلامة والجودة.

مجهّز بأحدث المرافق والخدمات

وتتميّز هذه الشبكة المتطورة من الطرق بكونها مجهّزة بأحدث المرافق والخدمات، منها إضاءة تعمل بالطاقة الشمسية حفاظًا على البيئة، ومحطات تزوّد بالوقود، إلى جانب نقاط خدمات الطوارئ والإسعاف والدفاع المدني، فضلًا عن استراحات متكاملة مخصصة للمسافرين، مما يجعل منها شبكة متكاملة لا تقتصر على ربط المسافات فحسب، بل توفر بيئة آمنة ومريحة لحركة الأفراد والبضائع.

ويأتي تنفيذ هذا المشروع الضخم تحت إشراف مباشر من الجهاز الوطني للتنمية، وبدعم وتوجيه من القيادة العامة، التي تبنّت مسار الإعمار والتنمية كخيار استراتيجي للنهوض بالبلاد، وذلك ضمن رؤية متكاملة يقودها المشير خليفة حفتر، الذي وضع في صميم أولوياته بناء دولة قوية ببنيتها التحتية، متماسكة في نسيجها الوطني، ومزدهرة بإمكانياتها الاقتصادية والبشرية.

مشروع وطني جامع يعيد تشكيل ملامح ليبيا الجديدة

إن مشروع الربط الوطني لا يمثل مجرد بنية تحتية عابرة، بل هو مشروع وطني جامع، يعيد تشكيل ملامح ليبيا الجديدة، ويمنح المناطق المهمشة فرصًا متساوية للنمو، ويضع أسسًا حقيقية للعدالة التنموية، ويؤكد أن الوحدة الوطنية لا تتحقق بالشعارات، بل بالمشاريع التي تلامس حياة المواطن وتعيد بناء جسور الثقة بين الوطن وأبنائه.

وبهذا، يخطو الوطن بثقة على طريق الإعمار والتكامل، عبر مشروع يعد بحق شريان حياة وتنمية، يعكس تطلعات الشعب الليبي لمستقبل مستقر ومزدهر، ويُجسد التزام الدولة بإحداث نهضة شاملة، تكون الطرق أحد أعمدتها الأساسية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى