
ليبيا 24
مينسك – في تطور دبلوماسي بارز، تعزز العلاقات الثنائية بين ليبيا وجمهورية بيلاروسيا، بعد زيارة نائب القائد العام للقوات المسلحة الليبية، الفريق أول ركن صدام حفتر، إلى العاصمة مينسك، في خطوة يُنظر إليها على أنها تعكس حرصاً ليبياً على توسيع الحضور الدولي وتأكيد شرعية الحكومة.
لقاء رفيع المستوى واتفاقيات تعاون
التقى الفريق أول ركن صدام حفتر خلال الزيارة بالرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، حيث ناقش الجانبان سُبُل تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات عدة. وجرى خلال اللقاء بحث ملفات مشتركة، مع تركيز واضح على تعزيز التعاون العسكري الذي يُعتبر ركيزة أساسية في الشراكة بين بنغازي ومينسك.
وبحسب ما أفاد به المحلل السياسي كامل المرعاش، فإن طابع الزيارة كان “دولياً” بامتياز، مما يعكس الأهمية الإستراتيجية التي تمنحها القيادة العامة للعلاقات الدولية. وأشار إلى أن هذه الزيارة تأتي في إطار مساعي تعزيز الحضور الدبلوماسي والسياسي للدولة الليبية على الساحة الدولية.
تعزيز القدرات العسكرية ومواجهة التحديات
أكد المرعاش أن تطوير هذا التعاون العسكري سيمكن الجيش الليبي من امتلاك القدرات اللازمة لمواجهة التحديات المحلية والإقليمية المستقبلية. وأوضح أن الجيش الليبي يسعى حالياً إلى تجديد كل أركانه وتعزيز تسليحه وقدراته القتالية، مشيراً إلى أن بيلاروسيا تمتلك الخبرة والإمكانيات التقنية اللازمة لدعم ليبيا في هذا المجال الحيوي.
وتأتي هذه الخطوة تماشياً مع الرؤية الشاملة للقائد العام، المشير خليفة حفتر، والتي تُعنى ببناء جيش وطني قادر على حماية مقدرات البلاد والحفاظ على أمنها واستقرارها.
سياق سياسي متقلب وأجندة وطنية
وجاءت زيارة نائب القائد العام في وقت يشهد فيه المشهد السياسي الليبي تقلبات حادة. وأشار المرعاش إلى أن البعثة الأممية تمارس عملها بشكل “عبثي”، في إشارة إلى الاستقطابات السياسية المستمرة، محذراً من مؤامرات تستهدف إطالة أمد الأزمة وإقصاء أطراف فاعلة من المعادلة.
وفي هذا الإطار، أكد المرعاش أن خطاب المشير خليفة حفتر الأخير قد “وضع النقاط على الحروف” بشأن المسار السياسي، داعياً الشعب الليبي إلى إنقاذ البلاد، ومؤكداً على جاهزية القوات المسلحة لمواجهة أي احتمالات قد تهدد الأمن الوطني.
مشروع متكامل يربط التنمية بالأمن
وليس التعاون العسكري هو الهدف الوحيد من هذه الزيارة، بل يتعداه إلى دعم حركة التنمية والبناء التي تقودها مؤسسات وطنية، أبرزها صندوق التنمية وإعادة الإعمار. ولفت المرعاش إلى أن هذه الحزمة المتكاملة من المشاريع التنموية والعسكرية لن تغيب عنها الشركات البيلاروسية، التي يُنتظر أن تسهم في دعم عمليات الإعمار والتنمية في المدن الليبية.
وأوضح أن هذا المشروع التنموي، الذي بدأ منذ أكثر من عام ونصف، لا يزال مستمراً ويشكل دعامة أساسية في عملية بناء الدولة الليبية وتعزيز قدراتها الذاتية.
خاتمة: انفتاح دولي لتعزيز الشرعية
تُعد الزيارة جزءاً من جولة دبلوماسية مكوكية يقوم بها نائب القائد العام، تهدف إلى تجديد وتعزيز العلاقات الدولية لليبيا، والانفتاح على دول صديقة لتعزيز التعاون المشترك على كافة الأصعدة. وبهذه الخطوات، تؤكد القيادة العامة على سعيها الحثيث لتعزيز شرعية المؤسسات الوطنية وتمهيد الطريق لمرحلة جديدة من الاستقرار والبناء.