تكريم في الشرق واتهامات في الغرب.. المعلم الليبي بين التقدير والإساءة
تصريحات متباينة تعكس واقعًا مؤلمًا
ليبيا 24:
في مشهد يعكس عمق الانقسام بين مؤسسات الدولة، برز تباين واضح بين موقف وزير التربية والتعليم في الحكومة الليبية بالشرق، المهندس جمعة الجديد، ووزير التعليم في حكومة الوحدة المنتهية الولاية في الغرب، علي العابد، تجاه المعلمين والقطاع التربوي.
ففي الشرق وجّه الوزير جمعة الجديد كلمة تقدير صادقة إلى المعلمين والعاملين في قطاع التعليم، مشيدًا بتفانيهم في أداء رسالتهم رغم الصعوبات المادية والإدارية.
كما أكد التزام وزارته بمعالجة التحديات وتوفير بيئة تعليمية أفضل، معتبرًا أن “المعلم هو البوصلة التي توجه مسيرة التعليم نحو مستقبل الوطن”، وداعيًا إلى مواصلة العطاء والإيمان بدورهم في بناء الأجيال.
في المقابل، ومن الغرب، أثارت تصريحات على العابد جدلًا واسعًا، بعد أن اتهم المعلمين بتعاطي المخدرات، وطالب بإجراء تحاليل لهم، في وقت تعاني فيه مدارس الغرب من نقص الكتب المدرسية وتأخر انطلاق العملية التعليمية، ما اعتبره كثيرون محاولة للتغطية على إخفاقات وزارته في إدارة العام الدراسي الجديد.
الاختلاف الصارخ في الخطاب بين الوزيرين يعكس صورة الانقسام الإداري والسياسي الذي ينعكس بشكل مباشر على القطاع التعليمي في ليبيا، حيث يتحول المعلم من رمز للتقدير في الشرق إلى موضوع اتهام في الغرب.
ويرى خبراء ومراقبون أن هذه المفارقة تكشف غياب سياسة تعليمية موحدة في البلاد، مؤكدين أن النهوض بالمدرسة والتعليم يبدأ من رد الاعتبار للمعلم، لا من مهاجمته، وأن الاستثمار الحقيقي في مستقبل الوطن لا يتحقق إلا عبر دعم الكوادر التربوية بدل المساس بكرامتها.



